الحسكة.. أزمة اللحوم البيضاء بين غلاء الأسعار وخسائر المربين

دلسوز يوسف – الحسكة

شهدت مدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا اضطرابات في قطاع بيع الدواجن، مما دفع بعض البائعين مثل أحمد جدوع إلى الإضراب وإغلاق محلاتهم.

وارتفعت أسعار الفروج إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وصل سعر الكيلو إلى 42 ألف ليرة سورية الأسبوع الماضي قبل أن يبدأ في التراجع بشكل تدريجي.

جدوع، الذي يقف أمام محله في حي الناصرة، يعبر عن معاناته من الانخفاض الكبير في حركة البيع، ويقول: “انخفضت حركة العمل بسبب الظروف المادية للسكان، حيث يصعب عليهم شراء فروجة يصل سعرها إلى 120 ألف ليرة”.

يعزو جدوع هذا الارتفاع في الأسعار إلى خلو معظم المداجن في المنطقة من الطيور، نافياً علاقة التجار بالأمر.

ويضيف: “الحرارة العالية هذا العام أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الطيور، مما كبد أصحاب المداجن خسائر مادية فادحة”.

وتشهد مناطق شمال شرقي سوريا، موجات حر تلامس درجاتها أحياناً 50 درجة مئوية، مما أثر سلباً على الكثير من القطاعات أبرزها الثروة الحيوانية التي تعتبر ثاني أهم ركائز اقتصاد المنطقة بعد الزراعة، وفقاً لتصورات السكان.

حمد العمر، صاحب مدجنة بريف الحسكة، يروي تفاصيل معاناته، ويقول: “نفقد ما لا يقل عن 200 طير يومياً بسبب الأمراض وسوء الأحوال الجوية، وقد فقدنا أكثر من ألفي طير من أصل 6 آلاف خلال هذا الفوج”.

ويضيف: “يحدث النفوق نتيجة الأمراض خاصة في الصيف حيث يصاب الصيصان بنقص المناعة، إضافة إلى الأحوال الجوية السيئة، ولا نستطيع السيطرة على الوضع”.

إلى جانب ذلك، يواجه المربون صعوبات كبيرة في تأمين المستلزمات الأساسية لتربية الطيور. ويشير العمر إلى ارتفاع تكاليف الأدوية والمازوت، مما يزيد من الأعباء المالية على المربين.

ويقول: “نشتري الأدوية بأسعار باهظة، حيث يصل سعر علبة الدواء إلى 100 دولار بعد جائحة الأمراض الأخيرة، مما دفعني لصرف نحو ثلاثة آلاف دولار حتى الآن”.

مع استمرار هذه الأوضاع، يشدد العمر على أنه قد يضطر لإغلاق مدجنته قريباً.

ومن جانبه، أعلنت مؤسسات الإدارة الذاتية في مدينة القامشلي تشكيل لجنة لمراقبة أسعار الدواجن وتحديد حاجة المنطقة منها، إلا أن الخسائر الكبيرة في قطاع الدواجن وعدم تحقيق حاجة السوق المحلي دفعا التجار إلى استيراد اللحوم البيضاء من الخارج، مما ساهم في رفع الأسعار.

في منطقة سوق الهال بالحسكة، يقول سعيد رسو، تاجر فروج: “غلاء الفروج يعود إلى قلة العرض وزيادة الطلب في السوق. وعندما نستورد الفروج من الخارج، يظل الطلب مرتفعاً مما يرفع الأسعار”.

يشير رسو إلى أن تجارة الفروج تتضمن أضراراً كثيرة نتيجة الأمراض وارتفاع أسعار المواد الأولية، مما يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار تبعاً للعرض والطلب في السوق المحلي.

ويضيف: “سعر كيلو الفروج قد يصل إلى 20 ألف ليرة في بعض الأحيان بسبب كثرة العرض، بينما يكلف طن الفروج المربي 1600 دولار ويبيعه بـ 1300 دولار فقط، مما يوضح مدى التذبذب في الأسعار”.

تحرير: تيسير محمد