الحسكة .. جهود لإعادة الحياة لكنيسة دمرها داعش
الحسكة – نورث برس
ينهمك عمال البناء في ترميم جدران وأبراج كاتدرائية القديس مارجرجس للسريان الأرثوذوكس في مدينة الحسكة، شمالي سوريا، والتي تعتبر واحدة من الكنائس التي واجهت أضرار جسيمة من تنظيم “داعش” عام 2015.
وبدأت أعمال الترميم عام 2022، ولكنها توقفت لاحقاً بسبب نقص المواد اللازمة بحسب القائمين على أعمال الترميم.
ويرى كبرائيل خاجو، راعي الكاتدرائية، إن “رسالة الترميم أبعد من مجرد البناء والتجميل، فهي رسالة وجود وبقاء للسريان في الجزيرة السورية وباقي المكونات”.
ويعود راعي الكاتدرائية بالذاكرة إلى الوراء وملامح الأمل على وجهه حينما يذكر اقتراب “داعش” من السيطرة على الحسكة وكيف كانت الكاتدرائية ملجأ للسكان قائلاً: “أبواب الكنيسة بقيت مفتوحة للجميع، حتى وصول داعش إلى نحو مئتي أو ثلاثمئة متر منها”.
وتكتسب الكاتدرائية، التي يعود عمرها لستة عقود، أهمية خاصة من الجانب الديني، حيث أنها مقر مطران الجزيرة والفرات الذي وتشمل حدود رعيته دير الزور والحسكة ومناطق الفرات، كما تضم الكاتدرائية ديوان ومقر الكرسي المطراني ومكاتب المطرانية.
وتُعتبر واحدة من أقدم كنائس الشرق، وتبلغ مساحتها الإجمالية 950 متراً مربعاً وارتفاعها 40 متراً، فيما تتسع لأكثر من 1200 شخص.
وشيدت الكاتدرائية على شكل صليب، وهي محاطة بأربعة شوارع وسط مدينة الحسكة القديمة.
ويقول المشرف على عمليات الترميم، تميم عنتر، إن الكاتدرائية “أيقونة تاريخية بالنسبة لمسيحيي الحسكة في الشرق لذا حاولنا الاهتمام بالتفاصيل السريانية بغض النظر عن الأعمال الهندسية”.
ويضيف: “حاولنا قدر المستطاع البحث عن جميع العناصر التي تساعد على بقاء هذه الأيقونة مستمرة تاريخياً وحضارياً، واقتبسنا هندسياً من جميع الكنائس الشرقية مثل اليونانية والبيزنطية والروسية”.