زانا العلي – الرقة
يتفق سياسيون في العاصمة دمشق على ضرورة الحوار بين الحكومة والإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، ولا يستبعدون الوصول لحل يرضي الطرفين رغم الاختلاف الحالي في رؤى الطرفين للحل.
التعليق جاء رداً على تصريحات القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، الذي أبدى جاهزيتهم للحوار وعبر عن تفاؤله بالوصول إلى اتفاق.
لا دخان
وشدد محمود الأفندي وهو الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية السورية، على أهمية دعوة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية للحوار وأنها ضرورية للطرفين، ويبدو هناك محاولات في الوقت الحالي، بحسب قوله.
واستعان الأفندي بالمثل الشعبي “ما في دخان بلا نار” لوصف الحالة.
وأشار الأفندي إلى أن انسحاب واشنطن “المتوقع” من سوريا والعراق سيفتح المجال أمام فصائل الجيش الوطني والقوات التركية لاجتياح مناطق شمالي سوريا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وأعرب عن مخاوفه من أن يؤدي هذا السيناريو إلى تقسيم سوريا، خاصة أن تلك الفصائل والقوات التركية قد تجد موارد اقتصادية في تلك المناطق.
ويرى الأفندي أنه من مصلحة الحكومة السورية أن تلبي الحوار مع “قسد” للوقوف أمام الخطر التركي وتقسيم البلاد.
وأضاف أن الحكومة السورية في دمشق جاهزة للحوار، ولكن لديها عدة مواقف، وكذلك “قسد” لديها مواقف وبالتالي على الطرفين أن يختاروا خط الوسط.
حل وسط
دعوة قوات سوريا الديمقراطية في زمانها ومكانها المناسبين للحوار مع دمشق في هذه الأجواء، لكن الجدية تكمن في رغبة الطرفين، لأن الإدارة الذاتية تطلب إدارة المنطقة بشكل كامل، بينما دمشق تريد توسيع قانون 107 الخاص بالإدارة المحلية في سوريا، في النهاية يجب أن يصل الطرفين لتفاهمات، يضيف “الأفندي”.
ويعتقد السياسي أن الطرفان جاهزان للحوار بسبب الظروف الجيوسياسية التي تفرض الحوار للوصول إلى نتائج واقعية وصيغة متوافقة بين الطرفين وخاصة أن الطرفين ليس بينهم دماء لم يحاربوا بعض كما فعلت المعارضة بدعم من تركيا الأمر يقتصر على إيجاد صيغة سياسية فقط. لذا الحوار بينهم أسهل بكثير من الحوار بين دمشق وأنقرة.
ويقول إن الطرفين يستطيعون تقديم الحل للشارع السوري وخاصة من الناحية الاقتصادية لأن المنطقة التي تديرها الإدارة الذاتية هي الخزان الاقتصادي لسوريا.
ومن جهته يقول أنس الشامي وهو عضو سابق في مجلس الشعب السوري أن الحكومة السورية ومنذ بداية الحرب على سوريا لم تقطع التواصل مع “قسد” تارة بشكل مباشر وأخرى عبر وسطاء.
ويضيف لنورث برس أن القيادة السياسية لـ “قسد” لم ولن تعلن يومًا “انقلابها على الدولة الشرقية السورية” وهذا منطلق إيجابي لأي حوار.
ويرى الشامي أنه من مصلحة الشعب السوري أن تحاور الحكومة السورية “قسد”، وأن دمشق لم تغلق الأبواب للحوار طيلة سنوات الأزمة.
ويشير إلى أن “قسد” لا تنفك جغرافيًا ولا ديمغرافيًا عن الحكومة السورية وبالتالي عليها أن تتعاون مع دمشق للمساعدة في حلحلة الضائقة الاقتصادية على الشعب السوري مما يُحسن العلاقات الثنائية بين الطرفين وفتح الأفاق لإيجاد حلول سياسية منطقية للخلافات القائمة.