توقعات بتراجع زراعة القطن في الجزيرة السورية

 نالين علي – ريف القامشلي

يفكر شلال عبدالله، وهو مزارع للقطن في ريف القامشلي الشرقي بشمالي سوريا, بعدم زراعة القطن العام القادم, ويرجع السبب إلى قلة الدعم للمزارعين واللجوء إلى السوق السوداء في مرات عديدة لإكمال موسمه.

ويشتكي مزارعو قطن في الجزيرة السورية من قلة الدعم لهم سواء من ناحية توفر المحروقات أو شراء البذور ولوازم الزراعة, ويطالبون الجهات المختصة في الإدارة الذاتية بدعمهم وتوفير المواد لنجاح الانتاج.

مطالبات بالدعم

يقول عبد الله، لنورث برس: “نطلب من الجهات المعنية بدعم المزارعين”، واصفاً وضعه ووضع المزارعين بـ “المعدوم”.

ويذكر أنهم يجدون صعوبةً كبيرةً في تأمين المازوت, وأن شراءه بالسعر الحر الذي يفوق 4000 ليرة سورية للتر الواحد غالٍ جداً، إضافة إلى أن أصحاب محطات المحروقات لا يوفرون لهم المازوت ويتحججون بعدم وجود المادة.

ويقول بلهجته المحلية: “إذا ما في دعم للمزارعين ما عاد رح يزرعوا السنة الجاي”, وإنه يجب تأمين كل ما يحتاجه المزارع حتى يتشجع أكثر لزراعة القطن.

كذلك يشتكي أحمد العزو، وهو مزارع أيضاً في ريف القامشلي الشرقي من تكاليف زراعة القطن، قائلاً: “نقوم بشراء برميل المازوت الحر بسعر مليون ليرة سورية، عدا الأعطال التي تحصل للمولدة ولوازم سقاية المحصول جميعها باهظة الثمن”.

ويوضح العزو لنورث برس، أن زراعة القطن هذا العام ناجحة هذا العام مقارنة بالعام الفائت، وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والتي تساعد بشكل كبير في نجاح المحصول, بالإضافة إلى عدم انتشار الدود بين المحصول كالعام الماضي.

وكغيره من المزارعين يطالب العزو، بتوفير المازوت لهم ودعمهم من قبل الإدارة الذاتية.

تكاليف عالية

يقول العزو: “نتيجة انعدام الكهرباء النظامية منذ أشهر نعتمد بشكل أساسي على تشغيل المولدات لسقاية محاصيلنا، وكما يعرف القطن يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، وتشغيل المولدات على مدار اليوم يتطلب كميات كبيرة من المحروقات ونشتريها بأسعار مرتفعة”.

ويشير إلى أن سعر برميل المازوت حوالي مليون ليرة، وأنه يومياً بحاجة لإلى برميل حتى يتمكن من تشغيل المولدة وسقاية المحصول، ويتسأل المزارع “ماذا استفيد في نهاية الموسم؟”.

ويبين أنه كل فترة يتم توزيع مخصصاتهم من قبل المحروقات حوالي 1000 لتر، ويتساءل:  “ماذا أفعل بها لا تكفيني لأيام، لذلك نحن بحاجة لدعم أكثر من الجهات المعنية حتى نستمر في الزراعة”.

والأمر ليس بالأفضل بالنسبة إلى أيمن أسعد، وهو مزارع من قرية تل معروف في ريف القامشلي, الذي يقول: “زراعة القطن تحتاج إلى دعم كبير, ونحتاج للمازوت والسماد وغيرها من لوازم الزراعة”.

ويبن أن مساحة أرضه المزروعة بالقطن 110 دونمات، ويحتاج لسقايتها بشكل متكرر ويومي لنجاح الانتاج, وهذا يحتاج لكميات كبيرة من المازوت لتشغيل البئر.

ويتأمل أسعد من الإدارة الذاتية شراء محصول القطن من المزارعين هذا العام بتسعيرة تناسب تكاليف زراعتهم، مبيناً أنه “يجب أن لا يقل سعر الطن الواحد من القطن عن 100 دولار أميركي”, وأن هذه التسعيرة ستكون مناسبة للتكاليف التي زرعوا بها القطن، أما غير ذلك برأيه ستكون خسارة كبيرةً لجميع المزارعين.

تحرير: محمد القاضي