انقطاع الكهرباء يفاقم أزمة المياه في المناطق الشرقية بدير الزور

عمر عبد الرحمن – دير الزور

يؤدي استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق الشرقية بدير الزور إلى توقف محطات المياه التي تعد مصدر رئيسي لتغذية السكان بالمياه.

ويسبب انقطاع الكهرباء إلى توقف ضخ المياه إلى الخزانات والشبكات السكنية.

وفي حال استمرار ضخ المياه بشكل جزئي باستخدام مولدات كهربائية احتياطية، فإن انخفاض الضغط والتدفق يكون ملحوظاً، مما يؤثر على توزيع المياه وكفايتها للاستخدامات المنزلية.

ويؤدي الانقطاع المستمر لعمل محطات المياه إلى تدني مستوى المياه في الخزانات المنزلية وتلوثها، الأمر الذي ينعكس سلباً على جودة المياه وصلاحيتها للاستهلاك.

انقطاع متكرر وتكاليف إضافية

يقول إسماعيل القيز، من مدينة هجين شرقي دير الزور، إنه منذ فترة طويلة، تشهد محطات المياه في المدينة انقطاعات متكررة تصل إلى سبعة أو عشرة أيام أحيانًا، “ما يترك منازلنا بدون مياه لعدة أيام”.

ويضيف لنورث برس، أنه عند التوجه إلى محطات المياه للاستفسار عن توقفها، يتم الرد علينا إما بعدم توفر الكهرباء أو عدم توفر الكميات اللازمة من المازوت، وعلى الرغم من رؤيتنا لجداول استلام المازوت في تلك المحطات، إلا أن الموظفين لا يردون على استفساراتنا.

ويشير القيز، إلى أنه يعمل في عدة مجالات بأجر يومي، ولا يستطيع تحمل تكاليف شراء المياه من الصهاريج الحرة، حيث إن أكثر من نصف أجره سيذهب لتعبئة المياه.

ويناشد المسؤولين والمنظمات المحلية والدولية والجهات الرسمية النظر في معاناتهم وإغاثتهم بالمياه، فهي ليست مشكلته لوحده، بل هي حال آلاف السكان في مدينة هجين.

ومع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تزداد معاناة السكان في المدن الشرقية كهجين والشعفة والسوسة وغرانيج أبو حمام، حيث يضطر السكان إلى شراء المياه من محطات التحلية بأسعار مرتفعة.

ويصل سعر البرميل الواحد إلى 10 آلاف ليرة سورية، كما يضطر السكان لشراء مياه الغسيل من صهاريج تجرها جرارات زراعية بتكاليف تتراوح بين 60 آلاف إلى 100 ألف ليرة للنقلة الواحدة في الأحياء البعيدة والنائية، وهي مبالغ باهظة لا يقدر عليها معظم السكان.

“حجج جاهزة”

يصف هايس الچيچان، وهو أحد سكان مدينة هجين  في ريف دير الزور، وضع المدينة بالكارثي بسبب التوقف المتكرر لعمل محطات المياه تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 50 درجة مئوية.

ويقول: “عند سؤال المسؤولين عن أسباب هذا التوقف المتكرر، يتم تقديم الحجج الجاهزة كعدم توفر الكهرباء أو المازوت، وعند التوجه إلى مكتب المحروقات، يقولون إنهم سلموا المحطات كميات جيدة من المازوت”.

ويضيف، لنورث برس، أن السكان يضطرون لشراء المياه من الصهاريج التي يصل سعر الصهريج الواحد إلى 60 ألف ليرة.

وينقطع التيار الكهربائي بشكل مستمر عن مناطق ريف دير الزور الشرقي، بسبب التجاوزات الكثيرة على خطوط الكهرباء في المناطق الوسطى بدير الزور، بالإضافة لتعرض شبكات الكهرباء للسرقة والتخريب، بحسب لجنة الطاقة بدير الزور.

ويقول علي السمحان، أحد سكان مدينة هجين، إن المدينة مزدحمة بالسكان، ولديها فقط محطتي مياه، وحتى عندما تعمل هاتان المحطتان، لا تغذيان سوى ربع السكان، والأسوأ من ذلك أن هاتين المحطتين تتوقفان عن العمل بشكل شبه دائم.

ويشدد على أن منزله يقع على بعد أمتار فقط من نهر الفرات، لكن لا تصله المياه، لذا يضطر إلى شراء المياه من الصهاريج بسعر مرتفع.

ويشير علي إلى أن سكان دير الزور غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود، وبالتالي لا يستطيعون تحمل تكاليف شراء مياه الصهاريج، ويتساءل: “لماذا لا تعمل تلك المحطات بشكل صحيح حتى تصل المياه إلى جميع الأحياء دون إجبارنا على تكبد خسائر مالية؟”.

تجاوزات وقلة دعم

يقول محمد الحامد، عضو مكتب المحروقات في المنطقة الشرقية بدير الزور، لنورث برس: “كانت محطات المياه بدير الزور وخاصة في الريف الشرقي تعتمد في تشغيلها على التيار الكهربائي الخدمي”.

 ويضيف الحامد: “لكن بعد التجاوزات على التيار انقطعت الكهرباء عنها، يتم حالياً تشغيلها عبر مولدات خاصة، ولكن غالباً ما تتوقف بسبب قلة الدعم من المحروقات وذلك يعود لانقطاع التيار الكهربائي حديثاً، ولم يكن للمحطات مخصصات من المحروقات”.

ويشير إلى أنه حالياً يتم الكشف عن المولدات عن طريق مكتب المحروقات ورفع جداول نظامية لتخصيص كميات كافية من المحروقات، ويعود التأخير في توزيع المحروقات إلى الضغط على توزيع مازوت التدفئة والزراعة.

ويتم تخصيص مازوت إسعافي للمحطات من مكتب المحروقات، حتى يتم الانتهاء من جداول المحطات وتخصيص كميات كافية لتشغيل المحطات بشكل طبيعي ومستمر، بحسب ما يقوله الحامد.

تحرير: محمد القاضي