قمامة متراكمة ومواصلات معدومة.. واقع الحال في أحياء مهمشة بدمشق
دمشق – صفاء سليمان
تحت جسر الرئيس في قلب العاصمة دمشق، ينتظر ركاب مواصلات النقل الداخلي المتجهة إلى أحياء وادي المشاريع وجبل الرز منذ ساعة ونصف دون أن يتمكنوا من الحصول على مقعد يقلهم.
وسط هذا الازدحام، اتفق البعض على تأجير سيارة خصوصية (تكسي) والتي تصل أجرته إلى 12 ضعفاً مقابل تكلفة النقل الداخلي للوصل اللحيين اللتان تعرفان بعشوائيتها وانعدام أدنى مستوى للخدمات فيهما.
ويعرف المنطقة باسم “زورآفا” وهي تسمية محلية كردية تعني “البناء بالإجبار” في منطقة عشوائيات، حيث بناه قادمون من شمالي سوريا في الثمانينيات رغم القوانين التي تمنع البناء دون ترخيص.
عند مدخل الحيين يوجد حاجز يخضع لحراسة مشددة، بدا الأمر وكما تدخل لسجن جماعي، حيث تتكدس البيوت على الجبلين المتجاورين.
حاويات القمامة محاطة بالحشرات، ينبش فيها الأطفال. وكلما تقدمت نحو الأحياء العليا، كانت مشاهد القمامة المبعثرة تزداد.
تحدث سكان لنورث برس السكان عن معاناتهم مع المياه التي تصلهم مرتين فقط في الأسبوع، إلى جانب واقع الكهرباء السيء المشابه لبقية مناطق سيطرة الحكومة السورية.
أبو إسماعيل، أحد سكان جبل الرز، رفض الوقوف أمام الكاميرا خوفا من عناصر الحاجز، وقال: “المياه عندنا جيدة لكنها لا تصل إلى الذين يسكنون في الأحياء العليا. مشكلة القمامة هي الأكبر، إذ تجلب الذباب والبراغش والحشرات، ومع انقطاع الكهرباء، تتضاعف المعاناة”.
ويشير إلى أنه لا يعاني من مشكلة المواصلات لأنه يستخدم سيارة العمل للتنقل.
طارق (اسم مستعار)، أحد سكان جبل الرز منذ 25 عاما، وصف الوضع بـ”المأساوي”، مؤكدا على مشاكل المياه والمواصلات والقمامة.
ويقول: “القمامة لا تُزال إلا كل عشرة أيام، مما يجلب الحشرات ويؤدي إلى انتشار الأمراض”.
ويرغب الرجل الانتقال من الحي إلا أنه لا يملك قدرة على الانتقال بسبب ارتفاع أسعار العقارات في دمشق.
مراد (اسم مستعار)، ضحك عندما طلب منه الوقوف أمام الكاميرا، وقال “المياه تصلنا يومين في الأسبوع فقط، وأشتريها من الصهاريج”.
وأضاف: “القمامة متراكمة والأطفال ينبشون فيها، والذباب والبراغش أكلونا”.