حياة قاسية وغياب للدعم.. حال نازحين في مخيمات عشوائية بدير الزور
عمر عبد الرحمن – دير الزور
يعيش نازحون في دير الزور ظروف قاسية في مخيمات عشوائية التي تحولت لمأوى مؤقت لأولئك الذين فروا من اشتداد الحرب والملاحقات الأمنية.
بين قصص النزوح والصعوبات اليومية، يكافح سكان هذه المخيمات من أجل البقاء، وسط غياب لدعم الحكومي، وتحديات اقتصادية واجتماعية وصحية هائلة.
الحياة في المخيم
جابر الأحمد، أحد سكان مخيم أبو خشب شمال دير الزور، يروي قصته قائلاً: “أقمنا في أكواخ وخيام بدائية دون توفر الحد الأدنى من الخدمات الأساسية. نعاني من انعدام الخصوصية والاكتظاظ السكاني، وتتعرض حياتنا للظروف الجوية القاسية في الصيف والشتاء”.
ويضيف الأحمد: “نواجه انتشار الأمراض والأوبئة بسبب سوء الصرف الصحي ونقص المياه النظيفة. حالات سوء التغذية منتشرة، خاصة بين الأطفال، بسبب صعوبة الحصول على الرعاية الصحية المناسبة”.
على صعيد التعليم، لا توجد مدارس داخل المخيمات، مما يضطر الأسر إلى إرسال أطفالهم إلى المدارس المجاورة، حيث يواجهون التمييز. يقول الأحمد: “نفضل ترك أطفالنا دون تعليم لتجنب هذه المشكلة”.
اقتصاديا، يعتمد سكان المخيمات بشكل كبير على المساعدات الإنسانية نظرا لصعوبة إيجاد فرص عمل. يقول الأحمد: “نحن بحاجة إلى دعم مالي لتلبية احتياجاتنا الأساسية”.
قصص من المخيمات
علي طريف، من سكان بلدة الطابية في ريف دير الزور الشرقي، نزح في عام 2017 بسبب الصراعات بين تنظيم “داعش” والقوات الحكومية والفصائل الإيرانية.
بعد فقدان منزله، اضطر إلى النزوح إلى المناطق الشرقية التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وعاش في منطقة ذيبان إلا أنه وجد صعوبة في تأمين فرص عمل ودفع تكاليف الإيجار، مما دفعه للجوء إلى مخيم محميدة بريف دير الزور الغربي.
يقول لنورث برس: “الحياة في المخيم كانت جيدة من الناحية النفسية، نشعر بالتضامن معاً، لكنها صعبة من الناحية المعيشية والخدمية. نواجه صعوبات في تأمين احتياجاتنا الأساسية نتيجة لغياب الدعم والانقسامات في المجتمع”.
ويضيف: “نعاني من ظروف قاسية خاصة في فصل الصيف والشتاء”.
ويشير الرجل إلى أن المجتمع ينظر إليهم كفئة هامشية، مما يزيد من معاناتهم النفسية والاجتماعية. قائلاً “نأمل أن يدرك الآخرون أننا مثلهم بالعادات والتقاليد، وأننا اضطررنا للجوء إلى المخيمات بسبب تداعيات الحروب”.
يطالب سكان المخيم بتوفير مأوى لائق يشمل الماء والصرف الصحي والرعاية الصحية، بالإضافة إلى مساعدات مالية وغذائية منتظمة وفرص عمل لتحسين أوضاعهم المعيشية.
وضع مأساوي
محمد العواد، ناشط في دير الزور وموظف بإحدى المنظمات المحلية العاملة في المخيمات العشوائية، يصف الأوضاع التي يعيشها السكان بـ “المأساوي”.
ويقول: “غالبية سكان المخيمات نزحوا قسرا من مناطقهم الأصلية إما بسبب الحروب أو الملاحقات الأمنية”.
تقوم بعض المنظمات المحلية بتوفير سلة غذائية شهرية بقيمة لا تتجاوز 300 ألف ليرة سورية، وهي غير كافية لإعالة عائلات مكونة من 5 إلى 10 أفراد.
ويناشد العواد المجتمع الدولي والمنظمات المحلية والدولية بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، بما في ذلك توفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية.
كما يدعو إلى تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية في المخيمات، وإنشاء وحدات سكنية مؤقتة آمنة وشبكات مياه نظيفة وخدمات صرف صحي، بالإضافة إلى توفير فرص عمل مناسبة وبرامج تدريبية مهنية.
كما يشدد على الحاجة إلى إنشاء مراكز للدعم النفسي والاجتماعي، وتنظيم برامج توعوية وأنشطة ترفيهية لمعالجة الآثار السلبية للظروف المعيشية.