زراعة الخضراوات في الحسكة.. أسعار رخيصة ومواسم خاسرة وسط نقص الدعم
دلسوز يوسف – الحسكة
في حقل صغير مزروع بأصناف من البندورة والباذنجان والبطيخ على مساحة 20 دونمٍ، يتذمر المزارع أحمد العكلة من ارتفاع تكاليف الزراعة في السنوات الأخيرة وسط تدنٍ في الإنتاج والأسعار.
حيث يواجه قطاع الخضراوات أسوة بغيره من المحاصيل الزراعية في شمال شرقي سوريا، تحديات على وقع التغير المناخي وغياب الدعم، مما يكبد المزارعين خسائر مادية.
مواسم خاسرة
ويقول لنورث برس، بينما يسارع بعض العمال بالقرب منه بجني المحصول قبل غياب الشمس: “زرعت الخضراوات الصيفية لتعويض خسارة الموسم الشتوي، لكن يبدو أنه أيضاً موسم خاسر”.
ويضيف: “نسوق منتوجاتنا كل يومين أو ثلاثة، لكن الأسعار رخيصة لا تناسب تكاليف الإنتاج والتعب الذي نبذله”.
ويباع كيلو البندورة للإنتاج المحلي بسعر يتراوح ما بين 2500 إلى 4000 ليرة، وهو نصف سعر المادة المستوردة التي تباع في الأسواق، وفق “العكلة”.
ويشير إلى أنه لا يوجد دعم للزراعة من قبل المؤسسات المعنية، “نشتري الأدوية والأسمدة بالدولار الأميركي، بينما لا نحصل على المحروقات بكميات كافية، مما نضطر لشراء برميل من المازوت بمليون ليرة”.
وتشهد المنطقة تراجعاً في القطاع الزراعي عموماً والخضراوات على وجه الخصوص في ظل ارتفاع التكاليف التي أثقلت كاهل المزارعين في السنوات الأخيرة، وفقاً لمزارعين.
كما كان ارتفاع درجات الحرارة عاملاً رئيسياً في قلة الإنتاج، مما زاد التحديات أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي في عموم المنطقة.
أسعار رخيصة
ورغم هذه الصعوبات يقبل السكان المحليون على الخضراوات المحلية بسبب رخصها في ظل النزيف الاقتصادي الكبير لليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وفي منطقة سوق الهال بمدينة الحسكة، يشير التاجر لقمان نبو، إلى أن الخضراوات المحلية من البندورة والخيار وغيرها تأتيهم من عامودا والحسكة، بينما يأتيهم البطيخ وعدة أصناف من الفواكه من منطقتي الرقة ومنبج.
ويضيف لنورث برس: “الأسعار مقبولة ورخيصة مقارنة مع المستوردة وهي تصل لمرحلة الاكتفاء الذاتي للمدينة، ويرغب السكان في شراء الإنتاج المحلي نظراً لرخصه”.
ويقدر المساحات المزروعة بالخضراوات بـ 250 ألف دونم في شمال شرقي سوريا، وفق إحصائية كشفتها هيئة الزراعة والري في شمال شرقي سوريا لنورث برس.
ظروف خارجية
يشدد المسؤولون في الإدارة الذاتية على أن القطاع الزراعي تأثر كما باقي القطاعات بسبب القصف التركي على المنشآت النفطية أواخر العام الفائت، وغلاء المواد الزراعية المستوردة.
وتقول مهيتاب محمد علي، وهي الرئيسة المشاركة لمكتب التجارة في هيئة الاقتصاد، إن “الإنتاج المحلي للخضراوات يوجد ضعف فيه بسبب الظروف المناخية التي تؤثر على البيئة والاحتكار من بعض التجار في السوق بالإضافة لزيادة التكاليف الإنتاجية”.
وأضافت لنورث برس: “هذه الأسباب أدت إلى إنقاص المساحات المزروعة، لذلك نضطر إلى استيراد الخضراوات من الخارج لأنها لا تغطي مناطق شمال وشرق سوريا كاملة بل مناطق معينة”.