مع اشتداد الحر وقلة الكهرباء.. إقبال على اقتناء البطاريات في الحسكة

دلسوز يوسف – الحسكة

دفع ارتفاع درجات الحرارة، في صيفٍ يبدو أنه الأشد حراً خلال السنوات الأخيرة، حيدر منصور رغم ضيق الحال لشراء بطارية صغيرة بغية تشغيل مروحة في ظل غياب الكهرباء.

ويشير حيدر وهو نازح من مدينة حلب ويسكن في حي الكلاسة بالحسكة، إلى أن معاناتهم كبيرة ولا سيما أنه يقطن في شقة سكنية ويحتاج إلى كهرباء مستمرة لتشغيل المكيفات للتبريد.

وانتشرت مؤخراً متاجر لبيع البطاريات والطاقة الشمسية كحل بديل  في ظل انعدام شبه تام للطاقة الكهربائية النظامية.

وتلقى هذه المحلات إقبالاً كبيراً من قبل السكان ولا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة التي تلامس درجاتها الـ 50 مئوية أحياناً، لتشغيل وسائل التبريد في المنزل.

الكهرباء البديلة ليست حلاً

ويقول بينما يتصبب العرق من جبينه بسبب الحر داخل منزله، لنورث برس: “كهرباء الأمبيرات تكون موجودة يومياً من 3 إلى 4 ساعات نهاراً، وللتكيف نستخدم مروحة تعمل على البطارية من ساعتين  إلى 3 ساعات”.

ويضيف بينما طفلته الصغيرة ممددة وسط الغرفة دون أي وسائل تبريد “ليس لدي القدرة على تجديد البطارية أو شراء بطارية أكبر لوجود مسؤوليات من آجار المنزل وغيره، حيث قمت بشراء بطارية مستعملة ب10 دولار أميركي لتشغيل مروحة فقط”.

وتعرض ابن منصور ذو 7 أعوام لاختلاج بسبب الحرارة مما ألحق أضراراً ببصره ويستعمل حالياً نظارات طبية.

إقبال على اقتناء البطارية

ونظراً للظروف الاقتصادية الصعبة لشريحة واسعة من السكان، يضطر الكثيرون على شراء البطاريات بغية تشغيل أحدى وسائل التبريد في المنزل رغم عدم فعالياتها كثيراً.

وفي المنطقة الصناعية بالحسكة، يقول كاوا حسين وهو تاجر في مجال الطاقة الشمسية والبطاريات، أن الاقبال على بطاريات المنازل انتعشت خلال هذا العام.

ويضيف: “يوجد إقبال على الشراء في فصل الصيف لارتفاع درجات الحرارة والحاجة إليها كونه أغلب المنازل أصبحت شقق سكنية وتحتاج إلى تكيف وتبريد طوال الوقت”.

ويذكر أن السكان مجبرين على تأمين مصدر للطاقة الكهربائية من أجل المرواح والإنارة، “حالياً يوجد في السوق نوع بطاريات كورية وهي الاكثر طلباً تعطي طاقة 35 امبيرا وهي أقل تكلفةً”.

ويتراوح سعر البطاريات من 35 دولار أمريكي إلى 200 دولار أمريكي، ولافت التاجر أن معدل بيع البطاريات تتراوح بين 5 إلى 10 بطاريات يومياً.

“توقفت عن العمل”

وباتت اقتناء البطاريات بالنسبة للسكان ليست وسيلة للإنارة والتبريد فقط، حيث يستعملها الكثيرون في أعمالهم اليومية. كما الحال بالنسبة لرجوة عوض التي تعمل خياطة نسائية في منزلها، حيث دفعتها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي واعطال مولدة الاشتراك ضمن الحي المتكررة إلى شراء بطارية للاستمرار في عملها.

“الخياطة مصدر رزقنا لكن الكهرباء نعاني من مشكلة فيها، حيث إن الكهرباء النظامية تأتي في اليوم ساعة أو نصف ساعة، وكهرباء مولدات الأمبيرات أعطالها كثيرة ولا تخدمنا كثيراً فاضطررت لشراء بطارية حيث تخدمني من ساعتين  إلى ثلاثة وأقوم بإعادة شحنها على أثناء تشغيل المولدة”. تقول عوض.

وتضيف: ” لكن قد مرت 15 يوماً قمت بالتوقف عن العمل، حيث أن مولدة كهرباء  الأمبيرات تعطلت ولم يكن بمقدوري إعادة شحن البطارية”.

وأشارت السيدة الثلاثينية إلى أن البطارية تدوم فقط لنحو 6 أشهر فقط. “ليس لدي مقدرة على تجديد البطارية أو تركيب منظومة طاقة شمسية، فوضعنا سيء بدون الكهرباء”.

تحرير: تيسير محمد