تنسيق أمني لم يغب بين دمشق وأنقرة.. هل تعود المياه لمجاريها بين البلدين؟

غرفة الأخبار – القامشلي

يرى محللون أن طريق عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة وعرة ولا ضمان لتحقيق أي خطوات جدية دون دعم روسي وإيراني.

وتتالت التصريحات التركية حول جهود عربية وإقليمية لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، وتحدثت مصادر عن اجتماع تركي سوري مرتقب في العراق دون تحديد توقيته.

ورحبت الخارجية السورية بعد تصريحات تركية متتالية بالمبادرة العراقية الرامية إلى تطبيع العلاقات، ولكنها شددت على ضرورة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.

المبادرة العراقية

يقول إبراهيم السراج وهو مُحلل سياسي عراقي، إنّ نجاح المبادرة العراقية في أي تقارب تركي – سوري وإعادة العلاقات بين البلدين متوقف على دعم روسي وإيراني.

ويضيف في تصريح لنورث برس، “العراق له تجربة مع تركيا فالجانب التركي يماطل في هكذا اتفاقيات وبالتالي فهو لا يعلن رأيه أو موقفه الرسمي مستغلاً عامل الوقت فتظل الاتفاقيات حبراً على ورق”.

ويشير إلى أنه “من الصعب إقناع تركيا بالمبادرة ولكن الدبلوماسية العراقية لديها مساحة للتحرك وهذا بحاجة لدعم من الدولتين المذكورتين وعلى تركيا أيضاً إعطاء تنازلات في سبيل نجاح المبادرة”.

إيران غير متحمسة

من جانبه، يرى هاني سليمان وهو مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، إنه إذا كانت هناك تفاهمات بين أنقرة وحكومة دمشق، فإن إيران تريد ضمانات لعدم المساس بمصالحها وميليشياتها ونفوذها على الأرض.

ويضيف: “الموقف الإيراني يعتمد بالأساس على فكرة الاستفادة من هامش ومساحة الصراع ما يعني أنّ الوجود الايراني في سوريا يعتمد بالأساس على مسألة الحرب ثم مسألة الفجوة التي كانت موجودة ما بين دمشق وأنقرة”.

ويشير إلى  أن “روسيا استفادت أولاً ومن ثم إيران من الفراغ والصراعات الموجودة في سوريا وتمكنا من ملئ الفراغ واستفادا من خلاله في الحصول على العديد من المكاسب السياسية الأمنية وأيضاً الاقتصادية والإيديولوجية”.

ويقول المحلل المُقيم في القاهرة إن “طهران غير متحمسة لأي تقارب تركي سوري، لأن ذلك قد تمنح حكومة دمشق متنفساً للخروج من السيطرة الإيرانية”.

اكتملت الصورة

يرى المحلل السياسي السوري المعارض عصام زيتون أن حكومة دمشق متلهفة أكثر لعملية التطبيع وإعادة العلاقات مع أنقرة.

 ويضيف “دمشق متلهفة لإعادة العلاقات لكنها تعلم أن الجانب التركي أشد تلهفاً منه، لذلك هناك شد وجذب.

ويشير إلى أن النظامين السوري والتركي حققا أهدافهما في تغيير التركيبة الديمغرافية في سوريا، وأنهما يتفقان على عدم السماح بقيام أي مشروع كردي في الشمال السوري.

ويشير أيضاً، إلى أنّه منذُ العام 2011 كان هُناك تنسيق أمني وسياسي بين أنقرة ودمشق والطرفان كانا يهدفان للتغير الديمغرافي، لافتاً إلى أنّه “اكتملت الصورة الآن”.

ويقول المحلل لنورث برس: “حققت كلا من دمشق وأنقرة أهدافهما بتغيير التركيبة الديمغرافية في سوريا، فالنظام هجّر ثمانين بالمئة من السنّة ومعظمهم في تركيا، بينما تعول تركيا على إعادة هؤلاء عبر التضييق عليهم وتوطينهم في مناطق في الشمال السوري وأيضاً لتغيير ديمغرافية تلك المناطق”.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة