رغم الغلاء.. إقبال على شراء وسائل التبريد في الحسكة

سامر ياسين – الحسكة

يعيش سكان الجزيرة السورية منذ بداية الصيف الحالي في أجواء لاهبة، حيث تصل درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 49 درجة مئوية. ويفيد خبراء أن هذه الأجواء ناتجة عن تغيرات في الأحوال الجوية التي تؤثر على البلاد بشكل عام.

وتعاني هذه المناطق من انعدام المياه وشبه انعدام التيار الكهربائي، لذا فقد لجأ البعض لتركيب منظومات الطاقة الشمسية، بينما ينتظر آخرون وصول الكهرباء إلى منازلهم من مولدات الاشتراك بنظام ساعات محددة أو من الشبكة الرئيسية التي تكاد تكون منعدمة.

ويعتمد غالبية السكان على ما يعرف محلياً بـ “المكيفات الصحراوية” التي تعمل بالكهرباء واستخدام المياه لترطيب صندوق المكيف المغطى بالورق المقوى أو بنشارة الخشب.

وعلى الرغم من الارتفاع في أسعارها في الآونة الأخيرة، إلا أن المكيف بات أولوية وسط انخفاض القوة الشرائية للسكان.

بات أولوية

خرج سليمان، من متجر لبيع الأدوات الكهربائية سعيد بأنه اشترى أخيراً مكيفاً يعمل على الكهرباء والماء، وذلك بعد أن اقتصد وخطط لجمع المال لشراء وسيلة تبريد لعائلته في الحسكة.

 ويشير وهو يصف المشهد لنورث برس إلى أنه أضطر لشراء المكيف وقدمه على التكاليف المعيشية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، قائلاً: “عندما تعود للمنزل وترى أطفالك يعانون من الجو الحار، تضطر لأن تستغني عن بعض الأمور الحياتية مقابل الحصول على مصدر تبريد لهم”.

ويضيف بلكنة فكاهية “قمنا ببعض الالتفافات على المصروف اليومي في منزلي كي نستطيع جمع سعر هذا المكيف الذي وصل لـ 150 دولاراً أمريكياً، وتنازلنا عن أمور كثيرة، أنه أولوية حالياً”.

أسعار باهظة

خضر المحمد، أحد سكان المدينة أيضا، يشير إلى المعاناة الكبيرة التي يواجهها مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويوضح خضر أنه يواجه صعوبة في شراء مكيف الغاز بسبب احتياجه للطاقة الكهربائية العالية والتي هي غير متوفرة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأمبيرات إلى أرقام فلكية.

ويقول “حتى هذه اللحظة انا لا أملك أي مكيف أو وسيلة تبريد في منزلي، بسبب اهتراء مكيفي القديم، وعدم وجود مكيفات ذات أداء جيد وبأسعار مناسبة، فالموجودة في السوق رديئة جداً ولا تصلح لتبريد منزل، والأنواع الجيدة أسعارها باهظة جداً وليس لدي القدرة على شرائها”.

وتتراوح أسعار وسائل التبريد الغاز التي تعمل على نظام الأمبيرات بين 325 و400 دولار أمريكي، بينما  يتراوح سعر المكيفات الصحراوية بين 130 إلى 220 دولار، والتي تستهلك من 40 إلى 75 لتر مياه بشكل يومي، حسب نوعية وحجم المكيف.

ويضيف “أبحث عن مكيف يكون اقتصادياً من ناحية الماء، بسبب صعوبة تأمينها في مدينة الحسكة، وأنا انتظر نوعية معينة اقتصادية لشرائها بحيث تتناسب مع عدم توفر المياه بشكل مستمر لدينا، وبالكاد استطعت تحصيل قيمة سعره لأشتريه”.

إقبال كبير على الشراء

بدوره يقول ماهر محمد، صاحب معرض لبيع الأدوات الكهربائية والمكيفات بأن الإقبال هذا العام على شراء المكيفات ووسائل التبريد كبير جداً، رغم الارتفاع الكبير في أسعارها مقارنة مع العام الماضي.

وعلل سبب الإقبال على شراء المكيفات لسببين وهما، تركيب أغلب سكان المدينة لمنظومات الطاقة الشمسية التي تساعدهم نوعاً ما في تشغيل أنواع معينة من المكيفات أو وسائل التبريد، والسبب الثاني هو اضطرار السكان لشراء المكيفات بسبب الارتفاع في درجات الحرارة، حيث بات المكيف من الأساسيات في المنزل، حسب تعبيره.

ماهر وضح في حديثه لنورث برس أن هناك قسم كبير من السكان وخاصة ممن يملكون منظومات طاقة شمسية يلجئون لشراء مكيفات الغاز التي تعمل على نظام الأمبيرات وقسم آخر ممن لا يملك القدرة على شرائه، يلجأ لمكيفات المياه الصحراوية،

وباع الرجل حتى الآن حوالي 250 إلى 300 قطعة مكيف لكل نوع على حدى منذ بداية الصيف أو الموجة الحارة التي تأثرت بها المنطقة، وهو ما اعتبره فرقاً كبيراً مقارنة بالعام السابق.

تحرير: تيسير محمد