على غرار محاصيل أخرى.. زراعة البطاطا تبدأ في كوباني

فتاح عيسى – كوباني

بدأ حسين ، مزارع من كوباني، بتجربة زراعة البطاطا لأول مرة، بعد أن راودته الفكرة قبل سنوات وتردد عدة مرات بسبب عدم وجود المعدات الخاصة بمثل هذه الزراعة في المنطقة من جهة وتكاليف زراعتها من جهة أخرى.

يقول المزارع الخمسيني، إن تجربته تعتبر “ناجحة” ، لأنها حققت أرباحا له، وهو ما شجعه على تكرار تجربته وتطويرها.

ويضيف لنورث برس، “كنا متخوفون من عدم صلاحية التربة في منطقتنا لزراعة البطاطا، إلا أن التجربة أثبتت عكس ذلك”.

ونشرت نورث برس عدة تقارير حول توجه غير مسبوق لمزارعي كوباني لزراعة محاصيل غير تقليدية كالقمح والعشير والقطن، إذ انتشرت في الآونة الأخيرة مساحات المزروعة بالأشجار المثمرة.

التكاليف

يقول حسين إن زراعة ثمانية دونمات من البطاطا كلفته أربعة آلاف دولار، حيث أن شراء البذار تأتي في المرتبة الأولى من حيث التكاليف يليها تكلفة الري ثم الأسمدة.

ويبدأ موسم زراعة البطاطا منتصف شهر شباط، ويبدأ قطاف المحصول بين شهري حزيران وتموز. ويحتاج المحصول لرعاية مستمرة إلى أن يحين موعد القطاف.

ويشجع المزارع غيره من المزارعين لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيراً إلى أن زراعة البطاطا أصبحت من الزراعات الرئيسية التي سيعتمد عليها “كونها تحقق مردوداً جيداً للمزارعين مقارنة مع بقية المحاصيل الزراعية”.

ويذكر حسين أن توفير مادة المازوت لهم أو دعمهم بمشاريع تركيب الطاقة البديلة “الطاقة الشمسية” لتشغيل الآبار، ستساهم في زيادة المساحات المزروعة بمحصول البطاطا.

ويرى أن زراعة البطاطا تساهم في تحسين التربة كونهم يستخدمون أسمدة متنوعة وقوية أثناء الزراعة، وبالتالي تساهم في تخفيض تكاليف زراعتها بنفس المكان في المرة الثانية. 

ويشير حسين أن نحو 20 عاملاً استفادوا من فرص العمل الذي وفرتها زراعة نحو هكتار من البطاطا بشكل متقطع على مدار خمسة أشهر.

ويباع كيلو البطاطا بين  4إلى 5 آلاف ليرة سورية في الأسواق المحلية، وينتج الهكتار الواحد بين 30 إلى 50 طناً، بحسب المزارعين.

ويقوم حسين ببيع محصوله من البطاطا في أسواق مدينتي كوباني ومنبج ومنها يتم تسويقها إلى باقي مدن شمال وشرق سوريا.

محصول منافس

إبراهيم ، مزارع آخر من كوباني، قام هو أيضاً بتجربة زراعة هكتار من الأرض بمحصول البطاطا، حيث أنتج الهكتار لديه 27 طناً من البطاطا.

ويشير إلى أن  تكلفة زراعة هكتار واحد بمحصول البطاطا وصلت إلى أربعة آلاف دولار، بينما باع إنتاجه بأكثر من ستة آلاف دولار وهو ما عاد إليه بربح بلغ ألفي دولار خلال موسم  زراعي مدته أربعة أشهر.

ويضيف المزارع الأربعيني أن محصول البطاطا غير موجود بالخطة الزراعية وبالتالي لا يتم دعمها من قبل هيئة الزراعة التابعة للإدارة الذاتية.

ويطالب بضرورة مراقبة بذار البطاطا التي يتم استيرادها، “كونه عامل أساسي في الانتاج”.

ويقول لنورث برس: “هناك طلب متزايد على محصول البطاطا في الأسواق المحلية، إلا أنه يوجد نقص في المساحات المزروعة.

ويضيف “المحصول المحلي نافس المستورد من حيث الجودة والتكلفة”، مشيراً إلى أنهم  بحاجة للدعم من قبل الإدارة الذاتية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

تحرير: تيسير محمد