مياه الشرب في مدينة درعا.. معاناة متواصلة وشحٌّ في ازدياد
مؤيد الأشقر – درعا
يعاني أكثر من 30 ألف شخص من سكان مدينة درعا شحّاً في مياه الشرب منذ أشهر عدة، ومع ارتفاع درجات الحرارة ازدادت هذه المعاناة، ما يساهم في ازدياد الأعباء على السكان وسط واقع معيشي متردي وخدمات شبه معدومة.
ويرجع سكان المدينة أسباب الضعف ضخ المياه لعدة أسباب أبرزها التعديات على خط ضخ المياه من قبل المزارعين، إضافة إلى الأعطال المتكررة للمضخات في ريف درعا الغربي.
مصاريف زائدة
يقول غالب زطيمة (37 عام)، من سكان مدينة درعا، لنورث برس، إن “شح المياه يكبده مصاريف فوق طاقته اذ يضطر إلى شراءها مرتين أسبوعياً بمعدل ثلاث أمتار في كل مرة حيث وصل سعر المتر الواحد إلى 30 الف ليرة سورية”.
ويضيف أن حي العباسية في درعا البلد أحد أكثر الأحياء التي تعاني من شح المياه بسبب بعده عن الخزان الرئيسي المغذي للمنطقة بشكل كامل، وأن المياه تصل إلى الحي بوقت متأخر عن باقي الأحياء لأكثر من ساعة تقريباً وكذلك تنقطع المياه قبل الأحياء الأخرى.
ويشدد زطيمة على أن هذا الحال يعيشه منذ أكثر من خمس سنوات، مبيناً أن لجنة الخدمات في المنطقة حاولت العمل على إيجاد حل لهذه المشكلة لكن حتى اليوم لم تتوصل إلى حل جذري.
ومن جانبه يقول عمر الزلفي (47 عام)، من سكان حي شمال الخط بمدينة درعا لنورث برس، إن الحي حاله حال الأحياء الأخرى بالنسبة للمياه لكن هناك بعض المشاكل التي يعانيها الحي منذ سنوات وهي شبكة الأنابيب القديمة والتي أصبحت غير صالحة للاستخدام.
مشاكل أخرى
ويعبر الزلفي عن استياءه من هذا الموضوع والذي يجعله يتأخر في تعبئة المياه للتأكد من أنها سليمة لأن سكان الحي تعرضوا خلال الأشهر الأخيرة إلى ثلاث عمليات تسمم بسبب المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي.
ويشدد الزلفي على أن سكان الحي يكونون قد انتهوا من تعبئة خزاناتهم ليتفاجؤوا بأن مكبرات الصوت في المساجد تطالبهم بإفراغ المياه وتعقيم الخزانات بسبب تلوثها، كام أن عدداً من السكان تعرضوا للتسمم.
وتكرر هذا الحال مؤخراً دفع سكان الحي إلى تقديم شكاوى ضد ورش الصيانة التي ترفض إجراء صيانة كاملة للشبكة بحجة عدم توفر إمكانيات لدى خزينة المحافظة لمثل هذه الأعمال في الوقت الحالي.
ويذكر أن محافظة درعا شهدت خلال الشهور الأخيرة عدة مبادرات محلية الهدف منها جمع الأموال لتحسين الأمور الخدمية بشكل عام ومياه الشرب بشكل خاص.
ويقول خالد الطيباوي (44 عام)، من سكان بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي، إن المبادرة التي شهدتها البلدة قبل أشهر كانت إيجابية وتم جمع مبالغ مالية كافية من سكان البلدة وبدأ العمل على تجهيز آبار المياه وربطها مع الشبكة الرئيسية.
ولم يخفي الطيباوي أن سير العمل بطيء جداً بسبب الأضرار الكبيرة في الشبكة لكن حال مياه الشرب سيكون أفضل خلال فترة قريبة، بحسب ما قالته اللجنة المشرفة على تنفيذ المشروع.
ويؤكد الطيباوي على أن سكان البلدة لا يزالون حتى اليوم يعتمدون على مياه الصهاريج المعبئة من الآبار حيث يتم شراء المتر الواحد بـ20 ألف ليرة تقريباً.
شح المياه في ازدياد
يقول المهندس مراد الريس (42 عاماً)، اسم مستعار لأحد المسؤولين عن ملف الخدمات في مدينة درعا، لنورث برس، إن “شح المياه في مدينة درعا يزداد يوماً بعد يوم”.
ويضيف أن “اللجنة تعمل جاهدة لتأمين المياه بشكل يكفي 30 ألف شخص في مدينة درعا، لكن هناك بعض الصعوبات خارج عن سيطرتنا ولا يوجد أي تعاون من قبل المعنيين في مؤسسة المياه بدرعا”.
ويشير إلى أن “أبرز هذه الصعوبات هو إيجاد حل للتعديات على خط ضخ مياه الشرب الواصل إلى مدينة درعا من قبل المئات من المزارعين الذين يعتمدون عليه لري مشاريعهم الزراعية وهو ما يتسبب بهدر ما يقارب من 60% من مخصصات المياه قبل أن تصل إلى الخزان الرئيسي”.
ويشدد المسؤول على أن اللجنة طالبت مدير مؤسسة المياه بضرورة إغلاق التعديات بالقوة من خلال إرسال عناصر من الشرطة لإغلاقها وتحذير المزارعين في حال تكررت عملية التعدي، إلا أن مطالبهم لم تلقى آذان صاغية حتى اللحظة.
ويوكد أنه بسبب هذه التعديات تباعدت مدة فتح المياه على منازل السكان إلى كل عشرة أيام مرة واحدة ولمدة لا تتجاوز الساعتين حيث لا يستطيع معظمهم من تعبئة ثلاث أمتار من المياه ما يعادل ثلاث آلاف لتر، وهي غير كافية لأكثر من خمسة أيام.