سامر ياسين – الحسكة
لا تزال الشابة روسيل تعيش حالة من الحيرة حول اختيار التخصص الذي ستتابع فيه دراستها بعد حصولها على شهادة الثانوية من هيئة التربية في الإدارة الذاتية بعلامة تامة.
بالنسبة لروسيل عيسى، البالغة من العمر 18 عاما، لم يكن الحصول على العلامة التامة أمرا جديدا، فقد اعتادت تحقيق العلامات الكاملة منذ سنواتها الدراسية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
نشأت الفتاة في حي الكلاسة بالحسكة، وبدأت دراستها في مدارس الحكومة السورية لخمسة أعوام، قبل أن تنتقل إلى مدارس الإدارة الذاتية التي تدرس المناهج بلغتها الأم.
وفقاً لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية، بلغ عدد المتقدمين للشهادة الثانوية هذا العام 3097 طالبا وطالبة، ونجح منهم 69.1%. أما عدد المتقدمين لشهادة الصف التاسع فبلغ 6442 طالبا وطالبة، نجح منهم 58.9%.
اجتهاد وتفان
تقول روسيل إنها رغم ضخامة وصعوبة المنهاج، تمكنت من الحصول على العلامة التامة بفضل بعض الضوابط اللازمة للوصول إلى هذه المرحلة.
تضيف: “كنت ملتزمة بالدراسة، وأخصص ساعات محددة لكل مادة، وأركز بشدة على الملاحظات التي أحصل عليها في المدرسة. كنت أعطي كامل وقتي للدراسة، فهذا هو العام الأخير الذي يحدد مستقبل الطالب”.

وتوضح، “حاولت فهم جميع المواد بشكل كامل، وعندما كنت أحصل على المصادر المذكورة في الكتب المدرسية، كنت أتابعها وأقرأها بشكل موسع. كانت لكل مادة طريقة خاصة في الدراسة”.
وتثني الشابة على دور العائلة في مساعدتها للوصول إلى هذه المرحلة، قائلة: “الدعم العائلي كان له أثر كبير في رفع معنوياتي وتوفير أجواء هادئة وآمنة لتحقيق هذا النجاح”.
الانتقال من العربية للغة الأم
تعتمد الإدارة الذاتية في شمال شرقي البلاد، نظام التعليم باللغة الأم، والذي يقر بدراسة كل مكون بلغته الأم كالكردية والعربية والسريانية، إلى جانب مواد للغات محلية وأجنبية.
وتواجه التجربة “الحديثة” نوعا ماً، انتقادات من قبل معارضين للإدارة بأن النظام التعليمي غير معترف به وأن الكادر التدريسي يفتقر للخبرة والمؤهلات العلمية.
لكن بالنسبة لروسيل كان موضوع الاعتراف دائماً ما يتردد على مسمعها فتعلق لنورث برس: “طبيعي أن ينتابني شعور بالخوف من المستقبل، لأنه غير واضح حتى الآن، لكنني لن أغير رأي وقراري من هذه الناحية أبداً، وسأستمر في دراستي باللغة الكردية”.
وواجهت الشابة صعوبة الانتقال من الدراسة باللغة العربية إلى الكردية. وتقول: “كان الانتقال صعبا بسبب اختلاف المناهج، وضعفي بالقراءة بلغتي الأم وهي الكردية، ولكنني ثابرت وكأنني أبدأ الدراسة من جديد، ولكن يجب على الإنسان ألا يفكر في المصاعب لأنه لا شيء يأتي بالراحة”.