دلسوز يوسف – نورث برس
تحت وطأة حرارة الصيف في مخيم سري كانيه على أطراف مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، يشكو النازح عبدالعزيز هلال من تراجع المساعدات من قبل المنظمات غير الحكومية التي أثرت بشكل كبير على حالتهم المعيشية.
ويقول هلال الذي يتقاضى راتباً يبلغ نحو 15 دولاراً أميركياً شهرياً لقاء عمله في محطة لتحويل الكهرباء بريف الحسكة، أن الخدمات تراجعت بنسبة 60% مقارنة مع العامين الفائتين.
ويضيف: “نعاني من نواحٍ عدة من الغذاء والمياه والخدمات، حيث تم تقليل كمية المساعدات الغذائية وخفض الجودة والنوعية ناهيك عن التأخر بتسليمها، أما المياه نسبة التكلسات فيها عالية مما سبب الكثير من الأمراض عند سكان المخيم وخاصة مرضى الكلى والأطفال”.
كما يشتكي النازح الذي ينحدر من ريف مدينة سري كانيه، ويقطن في المخيم منذ نحو خمس سنوات، من سوء الخدمات في مجالات الصرف الصحي والنظافة والكهرباء.
ويقول: “هذه العوامل مجتمعة أدت إلى سوء الحالة النفسية لجميع القاطنين في المخيم والتفكير بمغادرته بعد أن قلت الخدمات فيه تدريجياً منذ العام 2022 وباتت تتجه من سيء إلى أسوأ”.
تداعيات سلبية
وتسبب تخفيض الدعم للمنظمات الإغاثية المقدمة للنازحين وانسحاب منظمة الصحة العالمية من جميع مخيمات النازحين في شمال شرقي سوريا بسبب نقص التمويل، بتداعيات سلبية على الوضع المعيشي للنازحين.
ويقدر عدد القاطنين في مخيم سري كانيه شرق الحسكة، نحو ثلاثة آلاف نازح ، وفق إحصائيات رسمية لدى إدارة المخيم الذي تديره الإدارة الذاتية.
ومع ارتفاع درجات الحرارة وقلة الخدمات أبرزها الكهرباء والمياه النظيفة ضمن المخيم، ارتفعت نسبة المرضى بإصابات معوية، مما يزيد من معاناتهم وسط ظروف معيشية وحياتية صعبة.
وفي آب / أغسطس 2023، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن عشرات الآلاف من النازحين في المخيمات بشمال شرق سوريا لا يتلقون مساعدات مستمرة أو كافية، مما يؤثر سلباً على حقوقهم الأساسية.
وشددت المنظمة على أنه ثمة حاجة ملحة لتأمين مآوٍ مناسبة للطقس، وصرف صحي كافٍ، ووصول ملائم إلى الغذاء ومياه الشرب النظيفة والرعاية الصحية والتعليم.
“لا نستطيع تقديم المزيد”
وتقدم نحو خمسة منظمات دولية فقط، مساعدات ضمن مخيم سري كانيه، إلا أنها منذ مطلع العام الجاري تشكو من قلة الإمكانيات، لأسباب متعلقة بتركيز الدعم بتداعيات الحرب في أوكرانيا وغزة، وفق سلوى أحمد، الرئيسة المشاركة لمجلس إدارة المخيم.
وتشير أحمد، إلى أن قلة الدعم أثر بشكل كبير على النازحين، وأن منظمات مثل منظمة الصحة العالمية انسحبت بشكل كامل من المخيمات.
وتبين أن “المعاينات والعمليات الساخنة التي كانت تجريها توقفت حيث أن تكلفة العمليات تبدء بحد أدنى من 20 مليون ليرة سورية وهذا مبلغ لا يتحمله النازحون إضافة إلى شح الأدوية وقلة خدمات الإسعاف وهذا أدى إلى نقص بالخدمات الصحية”.
وتضيف: “كما يعاني المخيم من نقص بكافة النواحي الأخرى مثل السلل الغذائية الشهرية أصبح لها معايير جديدة وتم تخفيضها، وبناء على شكاوي النازحين عقدنا عدة اجتماعات مع هذه المنظمات، إلا أنه تم الرد علينا بأنها تلك الإمكانيات المتاحة والمعايير ولا يستطيعون تقديم المزيد”.
وأمام واقع حال سيء، يعيش النازحون تحت خيام لم تستبدل منذ إنشاء المخيم قبل 4 سنوات، وأعين تسترق تحسين أبسط المقومات لهم.
وضمن محلها الصغير ضمن المخيم، تقول السيدة الخمسينية زهية حمدوش كما حال أقرانها، أن وضعهم بات سيئاً من كافة النواحي.
وبينما تقارب درجة الحرارة 45 مئوية، تشير حمدوش أن معاناتهم ازدادت بحلول فصل الصيف، مبينةً أن “مخصصات المياه لكل شخص 50 لتراً يومياً لكل الاحتياجات، ولكن لا نحصل على مخصصاتنا الفعلية كاملة”.
وتشدد على أنهم تقدموا بشكاوى لدى المنظمات لكن دون جدوى، مطالبةً بزيادة الدعم لهم في ظل انعدام إمكاناتهم.