قطع طرقات وسرقات.. ضحايا من الحسكة يتخوفون أن تتحول قصصهم لظاهرة

سامر ياسين – الحسكة

في حي الصالحية بمدينة الحسكة، يستلقي “مالك” على ظهره بعد تعرضه لإصابة بطلق ناري ما أدى إلى بتر إحدى أصابع قدمه، وتهشّم عظام الأصابع الأخرى، عقب تعرضه لإطلاق رصاص، من قبل  مجموعة قطعت الطريق عليهم.

وأصيب مالك محمد (30 عاماً)، أثناء توجهه برفقة أصدقائه إلى رحلة صيد بالقرب من السد الجنوبي للمدينة، وفي طريق العودة، اعترض ملثمون الطريق عليهم ووقعت الحادثة.

ويتذكر الرجل الحادثة ويصوره كمشهد وكأنه وقع للتو، قائلاً: “فجأةً وجدنا أمامنا شخصان أحدهم مسلّح والأخر يقود دراجة نارية، وخلفنا دراجة أخرى يستقلها شخصان مسلحان”.

ويقول مستغرباً لنورث برس: “الطريق عام ويعتبر من الطرق الحيوية، كنا في وضح النهار!”.

وينهي محمد كلامه قائلاً: “الناس باتوا يخشون المرور بهذه الطرقات، أنا شخصياً لن أكرر التجربة بعد أن تعرضت للإصابة.

قصّة مشابهة

في مساء الثامن من حزيران/يونيو، تلقى كُهدار اتصالًا من قريبه حوالي الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، يخبره أن سيارته تعطلت بالقرب من جسر “بكو” الذي يربط مدينة الحسكة بالقامشلي مروراً بالطريق الدولي.

 على بعد 500 متر. توجه الشاب إلى الموقع للمساعدة في نقل السيارة إلى المدينة، لكن الأحداث أخذت منحى غير متوقع.

بينما كان كُهدار فاطمي وصديقه يحاولان إصلاح السيارة، ظهرت فجأة مجموعة من أربعة أشخاص من بين الأشجار. كان ثلاثة منهم يحملون أسلحة، والرابع يحمل عصا. اقترب حامل العصا من كُهدار محاولاً ضربه، لكن صديقه تدخل وأمسك بالعصا لمنعه. في تلك اللحظة، استخدم الشاب قطعة حديدية من الرافعة لضرب المعتدي على وجهه بقوة، مما أدى إلى سقوطه على الأرض.

رداً على ذلك، أطلق أحد المسلحين النار باتجاه كُهدار. الرصاصة الأولى أخطأته، لكن الثانية أصابت قدمه وكسر عظمين فيها، مما جعله غير قادر على الوقوف. “استلقيت على الأرض متظاهراً بالموت لأتجنب المزيد من إطلاق النار”. يقول الرجل.

كان صديق كُهدار حينها يتبادل إطلاق النار مع المعتدين الثلاثة الباقين، مستخدما مسدساً شخصياً. “استمر الاشتباك لمدة عشر دقائق قبل أن أتمكن من الوصول إلى سيارة والاتصال بأخي في قرية ” شرجي” القريبة لينقل كُهدار إلى المشفى.

تبين لاحقاً أن أحد المعتدين نُقل إلى نفس المشفى مصاباً بجروح في وجهه، مدعيا أن إصابته ناتجة عن سقوطه على درج منزله.

ولكن بعد التحقق، تأكد كُهدار من هويته، إلا أن المهاجم هرب قبل وصول دورية الآساييش إلى غرفته. إلا أنه قبض عليه لاحقاً.

أين تقع الحوادث؟

بحسب الشهادتان التي حصلت عليها نورث برس، فأن الحوادث تقع على الطرقات العامة، سواء بريف الحسكة الشمالي أو الجنوبي.

يرجع موسى شمدين، صديق مالك، وكان متواجدة في الحادثة وأصيب هو الآخر بطلقة نارية، أن سبب في انتشار هذه الحوادث في المنطقة لـ  “قلة انتشار للقوى الأمنية على تلك الطرقات”.

ويضيف: “الطرق في الريف الجنوبي صحراوية، والقرى بعيدة عن بعضها البعض، قطاع الطرق يستغلون هذا الفراغ بين القرى، إلى جانب قلة الدوريات والتواجد الأمني هناك، ويخطفون وينهبون المارة أياً كانوا”.

كما طالب بتطبيق عقوبات قاسية على الجناة لمنع تكرار هذه الحوادث. قائلاً: “نريد أن نعيش بأمان يجب تطبيق عقوبات لا تقل عن عشرة سنوات بحق هؤلاء”.

لا تعليق

يطالب  كلاً من مالك وكُهدار الجهات الأمنية بضبط الطريق الرابط بين الحسكة والقامشلي، “نظراً لتكرار حوادث السرقة، خاصة في فصول الصيف والشتاء”، وضرورة التحرك  للقبض على هؤلاء الأشخاص ومحاسبتهم.

ولا توجد إحصائية رسمية أو غير رسمية بعدد حوادث مشابهة في المنطقة، رغم نشر قوى الأمن الداخلي (الآسايش) لبيانات مستمرة في الآونة الأخيرة تفيد بإلقاء القبض على عدة أشخاص متهمين بعمليات ابتزاز وسرقة وخطف في المنطقة ذاتها.

وحاولت نورث برس التواصل مع الاسايش لإقليم شمال وشرق سوريا للتعليق على الموضوع لكنها لم تتلقى رداً حتى الآن.

ويتخوف السكان من تحوّل هذه الحوادث إلى ظاهرة تهدد أمن واستقرار مناطق سكنهم.

تحرير: محمد حبش