مستنقعات ونفوق الأسماك.. جفاف نهر بريف الحسكة ينذر بكارثة بيئية
سامر ياسين – الحسكة
يعيش نهر الخابور في ريف الحسكة، شمالي سوريا، حالة مأساوية تتمثل في نفوق أسماك وتشكل مستنقعات بسبب الجفاف المتزايد. بينما يتهم مسؤولون محليون تركيا وفصائل معارضة تابعة لها بقطع المياه عن النهر.
ومنذ بداية الحرب في سوريا يتكرر السيناريو نفسه في نهر الخابور حيث يتدفق بغزارة في الشتاء والربيع، ثم ينحسر بشكل متسارع مع حلول الصيف، مما يؤدي إلى جفافه الكامل في منتصف كل عام.
ويمتد نهر الخابور من الأراضي التركية إلى أجزاء عدة من الشمال السوري، حيث يدخل سوريا من ريف سري كانيه وصولاً إلى بلدة تل تمر، ليلتقي مع نهر الجقجق في الحسكة ، ويصبان سوياً في نهر الفرات بالقرب من مدينة الميادين بريف دير الزور السورية.
ويعتبر النهر الذي يصل طوله إلى 320 كم مصدراً حيوياً للزراعة على مساحة تبلغ حوالي 10 مليون دونم، يعتمد عليها أصحاب الأراضي لري محاصيلهم عند توفر المياه.
قطع المياه “إبادة”
مسؤولون في المجلس المحلي في بلدة تل تمر يتهمون تركيا بقطع مياه النهر، وبناء سدود يدوية في المناطق التي تسيطر عليها برفقة فصائل سورية معارضة، ما أثر سلباً على البيئة والاقتصاد المحلي.
يقول أحمد حيدر، وهو نائب الرئاسة المشتركة لمجلس تل تمر، إن قطع مياه نهر الخابور له أسباب عديدة، “أولها الاحتلال التركي الذي يمارس قطع المياه من النهر منذ سنوات”.
ويضيف: “جفاف الينابيع التي كانت تغذي النهر من منطقة سري كانيه مثل عين حصان وعين بانوس وعين كبريت هي أيضاً أسباب لجفافه”.
ويشير في حديثه لنورث برس: “يحمل نهر الخابور أهمية كبيرة بالنسبة للمنطقة وسكانها، حيث أثر جفافه بشكل رئيسي على البيئة، مسبباً تغييرات في المناخ وتلطيفه، وتأثيره على الثروة السمكية والزراعة على ضفتيه، إذ كان المصدر الرئيسي لري الأراضي هناك”.
ويشير أيضاً إلى أن نهر الخابور تحول إلى مستنقعات أدت إلى انتشار أمراض مثل اللاشمانيا والكوليرا بشكل كبير وسلبي على السكان في البلدة وريفها، حسب تعبيره.
تأثيرات كارثية
تأثيرات انقطاع نهر الخابور على الزراعة والثروة الحيوانية تُعد من أبرز القضايا التي يثيرها المختصون في مجال البيئة، بحسب ما أكده المهندس والمختص في مجال البيئية أحمد الحسن.
يشير في حديثة لنورث برس، إلى عدة أسباب لانقطاع مياه النهر، منها توقف تدفق المياه من المصادر التي كانت تغذيه وقلة الأمطار في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تكون حالات جفاف متكررة في النهر.
ويضيف أن جفاف النهر أدى إلى زيادة نسبة الأملاح في التربة المجاورة له وعلى ضفتيه، مما يسبب تأثيرا سلبيا كبيرًا على الزراعة في المنطقة.
ويوضح الحسن أن جفاف النهر أيضا أدى إلى تشكل المستنقعات، مما نتج عنه نفوق أسماك في النهر وتأثير سلبي على الثروة الحيوانية التي تعتمد على مياه النهر للرعي والشرب.
ويحذر المختص البيئي من خطورة تشكل هذه المستنقعات في نقل الأمراض مثل الكوليرا واللاشمانيا، مع التأكيد على أن انحسار مياه النهر وجفافه أدى إلى تصحر التربة بشكل كبير في الأراضي المجاورة، مما سيؤثر بشكل كبير على الحركة الزراعية، خاصة وأن المساحة الزراعية التي كانت تعتمد على مياه النهر للري كانت واسعة.
ويعتمد المزارعون على نهر الخابور وتُزرع بمحاصيل استراتيجية مثل القمح والشعير، مما يجعل الجفاف تحديا إضافيا بالنسبة للمزارعين.