إحسان محمد – نورث برس
بعد ثلاثة عشر عاماً من القطيعة التي تلت اندلاع الاحتجاجات والتدخل التركي المباشر في الحرب بسوريا، يتبادل الجانبان التركي والسوري تصريحات ناعمة تعكس الرغبة في استعادة العلاقات بين البلدين.
أردوغان الذي استخدم السوريين كورقة ضغط في وجه الأوروبيين والمعارضة الداخلية، أطلق تصريحات مؤخراً يتمنى فيها عودة العلاقات إلى سابق عهدها، مستذكراً العلاقات العائلية التي جمعت بين الجانبين.
أما الرئيس السوري بشار الأسد فقد ترك الباب مفتوحا خلال استقباله مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، الأربعاء، من خلال تأكيده على انفتاح سوريا على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية.
لا قرار لدمشق
مهند حافظ أوغلو، الباحث في العلاقات الدولية والشأن التركي، أوضح لنورث برس أن التغيير التركي تجاه الحكومة السورية بدأ بشكل تدريجي قبل أكثر من عامين ونصف.
ويعتقد اوغلو أنه رغم بطء خطوات التقارب، فإن هناك عوامل إقليمية وأمنية واقتصادية داخلية تفرض نوعاً من هذا التغيير.
ويستبعد الباحث التركي إمكانية التطبيع الكامل واستعادة العلاقات كما كانت عليه سابقا في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن الموقف الدولي والإقليمي بشكل عام لا يدعم بقاء الأسد في السلطة.
ويشير إلى أن التقارب بين تركيا وسوريا مرهون بموافقة الإيرانيين ومصالحهم، “حيث تصدر جميع القرارات السيادية في دمشق من طهران”، وفقاً لـ أوغلو.
وقال الباحث إن “المعارضة السورية أصبحت عبئاً حقيقياً على تركيا بسبب التشرذم والانقسامات الكبيرة”.
لا أوراق لتركيا
يقول عمر رحمون، وهو عضو هيئة المصالحة الوطنية التابعة للحكومة السورية لنورث برس إن طرح التقارب بين تركيا وسوريا ليس بجديد فهو مطروح على الطاولة منذ العام 2017،ولكنه يطفو على السطح مرات ويغيب مرات أخرى.
ويضيف أن كثرة تناول الإعلام للتقارب السوري التركي هذه الأيام هو الخطوات العملية والتي تبلورت من خلال افتتاح معبر أبو الزندين، وتفاهمات أخرى يمكن أن تتوضح في الأيام القادمة.
ويضيف أن هناك الكثير من الملفات تأمل دمشق مطالبتها من أنقرة مثل تسليم المطلوبين ووضع جدول للخروج من المناطق السورية.
ونوه رحمون أن استعادة العلاقات بشكل كامل بين البلدين لن يحل في وقت قصير، والمسألة ستأخذ مساراً طويلاً و الكثير من اللقاءات والحوارات لكن بنهاية المطاف اقتنعت تركيا وسوريا بضرورة اللقاء والحوار.
ووصف تصريح أردوغان الذي قال فيه بأن “ليس لنا مصلحة بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية”، بداية النزول من أعلى الشجرة، وسيأتي يوم وتترك تركيا الشأن الداخلي السوري ولا تتدخل فيه، بحسب رأيه.
ويقول لنورث برس: “هناك الكثير من أوراق الضغط عند سوريا، وعند تركيا أوراق ضغط كاستخدام المعارضة المسلحة، لكنها لم تعد مجدية، لأن هذه الفصائل لم تعد إلا عبئاً ثقيلاً”.
وأشار إلى أنه لم يعد أمام تركيا إلا التضحية بالمعارضة والتخلص منها.