بين الضرورة والرفض.. تباين آراء أحزاب سياسية حول انتخابات الإدارة الذاتية

القامشلي – نورث برس

اختلفت آراء سياسيين، في ندوة حوارية عقدت أمس الجمعة في القامشلي شمالي سوريا، حول ضرورة المضي قدماً بإجراء انتخابات الإدارة الذاتية المحلية وتطوير تجربتها، وبين إلغائها في الوقت الحالي نظراً لتهديدات وتحديات إقليمية ومحلية.

وعقد معهد السلام الكردي (مقره في واشنطن) المنتدى وحضره ممثلين عن أحزاب الاتحاد الديمقراطي، الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، بينما اعتذر المجلس الوطني الكردي في سوريا عن الحضور وكان قد أعلن مسبقاً رفضه التام لإجراء هذه الانتخابات قائلاً إنها “شكلية يديرها الاتحاد الديمقراطي”.

وقالت سما بكداش، الناطقة باسم “الاتحاد الديمقراطي” وهو في أكبر تحالفات الانتخابات بقائمة تضم 22 حزباً ومنظمة ومتمسك بالمضي قدماً في إجراء الانتخابات، إن تركيا لا تريد استقرار المنطقة وهجماتها قلّصت من أعمال الإدارة الذاتية وخدمات البلديات وتسببت بخسائر مادية بملايين الدولارات.

وأضافت لنورث برس، أن البلديات أعادت هيكليتها وغيّرت نظام عملها وتسعى لانتخاب رؤساء جدد، لذلك فهي ترى أن انتخابات الإدارة الذاتية “خطوة نحو التغيير وتقديم المزيد من الخدمات وخطوة نحو الديمقراطية”.

لكن يخالفها في الرأي، عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، رفاعي صالح، الذي يرفض حزبه إجراء الانتخابات، ويرى أنه يجب أخذ التهديدات التركية على محمل الجد.

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في السادس من حزيران/ يونيو الجاري (قبل عقد الانتخابات بخمسة أيام)، تأجيل انتخابات البلديات “استجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية التي طالبت بالتأجيل بموجب كتب رسمية”، وقررت إجراءها في آب/ أغسطس القادم.

وأضاف رفاعي أنه بالإمكان تبديل وتغيير رؤساء البلديات دون إجراء الانتخابات ومنح ذريعة لتركيا لمهاجمة المنطقة، مسترجعاً هجمات تركية سابقة تسببت بدمار في بنية المنطقة التحتية وتهجير الآلاف من مناطقهم.

ويتخوف السياسي الكردي من سلسلة هجمات تركية جديدة في المنطقة وبالتالي هجرة سكانها، ويرى أنه على مسؤولي الإدارة الذاتية النظر إلى هذه التهديدات بـ “جدية”، ومضيفاً بنفس الوقت: “لا نريد أن يتم إقصاء هذه الإدارة نريد أن تتماسك أكثر وتعمل على تطوير الديمقراطية في مناطقها”.

وهددت تركيا بمهاجمة شمالي سوريا ولوّحت إلى عقد اتفاق مع دمشق لضرب المنطقة في حال إجراء الانتخابات، بينما قالت الولايات المتحدة حليفة قوات سوريا الديمقراطية إنها حثّت الإدارة على عدم المضي في الانتخابات لأن “الظروف الملائمة لمثل هذه الانتخابات غير متوفرة في شمال وشرقي سوريا في الوقت الحاضر”.

أما منظِمة المنتدى، ميغان بوديت، وهي رئيسة قسم الأبحاث بمعهد السلام الكردي، فترى أن أساس أي مرحلة ديمقراطية هو تدفق المعلومات ومشاركتها.

وقالت إن عقدهم للمنتدى جاء بهدف مشاركة آراء الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين للرأي العام ومعرفة أفضل آلية لإجراء الانتخابات والوصول إلى نتائج جيدة من أجل تطوير تجربة الإدارة المحلية أي البلديات، بحسب قولها.

إعداد: نالين علي – تحرير: عكيد مشمش