بعد تضرر محاصيلهم.. تعويضات مخيبة للآمال لمزارعي التبغ في اللاذقية
صفاء سليمان – اللاذقية
تعرضت محاصيل التبغ في سوريا لأضرار جسيمة بسبب العاصفة الثلجية والمطرية التي ضربت البلاد في نيسان الماضي. فيما شكلت الحكومة السورية على إثرها لجان لتقدير الأضرار وتقديم تعويضات مالية للمزارعين.
وقررت هذه اللجان تعويض المزارع عن كل دونم بمبلغ 200 ألف ليرة سورية، إلا أن هذه التعويضات كانت مخيبة للآمال و”غير منطقية” بحسب مزارعين.
خسائر فادحة
يقول شوقي، مزارع من ريف جبلة باللاذقية، إنه “جاءت لجان إلى بعض القرى وحددوا التعويض بـ 200 ألف ليرة سورية لكل دونم، إلا أننا لم نستلم شيئاً حتى الآن”.
ويضيف “لقد تعذبنا وفلحنا وزرعنا، وفي النهاية لم نحصل على أي مردود أو نتائج. تكلفنا كثيراً ثمن أسمدة وأدوية ولم نتلق أي مساعدة من أحد”.
وأوضح المزارع أن هذه اللجان لم تذهب إلى كل القرى، بحجة أنهم لم تتضرر مع العلم أن الإصابة كانت قوية. “قالوا لنا قدموا طلبات، وقدمنا ولم يأت أحد”.
ويشير المزارع أن الدونم الواحد ينتج وسيطاً حوالي 250 كيلوغراماً من التبغ، إلا أن الظروف المناخية حالت دون ذلك.
تعويض ضئيل
وتلزم المؤسسة العامة للتبغ المزارعين ببيع المحصول بعد أن تقدم لهم الشتول بأسعار مدعومة، وتشتري الكيلو الواحد بسعر يتراوح بين 22 إلى 27 ألف ليرة سورية، فيما يصل سعر الكيلو في سوق السوداء إلى 200 ألف ليرة سورية.
وبعملية حسابية، نجد أن التعويض المقرر ليس إلا ثمن 8 كيلو من التبغ مقابل ما ينتجه الدونم الواحد. حسب مزارعون.
ويشتهر ريف اللاذقية بزراعة التبغ وهي من الزراعات الرئيسية من حيث المردود الاقتصادي وتوفير فرص العمل كما أنها مصدر دخل للكثير من الأسر الريفية.
وينتج المزارعون أنواعا مختلفة من التبغ هي “التنباك”، “البرلي”، “الفرجينيا”، “البصما”، و”البلدي أو شك البنت”.
بحسب موقع المؤسسة العامة للتبغ والتنباك، يُعتبر التبغ من أهم المحاصيل الاقتصادية في سوريا، حيث يُعد المحصول الزراعي الثالث في البلاد. ويعمل في زراعته حوالي 60 ألف مزارع، ويعيش على زراعته وصناعته وتجارته حوالي 90 ألف نسمة.
تكاليف باهظة
أحمد مزارع من ريف جبلة باللاذقية، فضل بيع محصوله للقطاع الخاص حيث يصل سعر الكيلو الواحد إلى 200 ألف ل.س، بينما تشتري المؤسسة العامة للتبغ الكيلو الواحد بـ 27 ألف ل.س. بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج.
ويطالب المزارع بتشكيل لجان لدراسة الأسعار وإلغاء هذا التفاوت الكبير وإعطاء المزارعين حقوقهم.
ومن جانبه يتحدث المزارع أيمن من ريف جبلة لنورث برس عن التكاليف الباهظة المترتبة على عملية الانتاج وانعدام الدعم الحكومي لهم ويقول: كانت تكلفة الشتلات مليون وستمائة ألف ليرة، وتكاليف الفلاحة لكل دونم تصل إلى مائة وخمسين ألف ليرة، والأسمدة نشتريها من الأسواق دون دعم.
ويضيف: توجد تكاليف إضافية وهي للأدوية التي تصل سعر الكيلو منه إلى 300 ألف ليرة، بالإضافة إلى الأدوية الأخرى والأسمدة العضوية ومتطلبات أخرى غالية جداً، ولم نتلقَ أي دعم من أي جهة”.