رغم آلام النزوح من سري كانيه.. لم يفقد عزيمته وشغفه بعمله

القامشلي – نورث برس

رغم صعوبة التأقلم مع واقع النزوح تمكن، آراس خليل، الذي ينحدر من سري كانيه (رأس العين) من إعادة افتتاح ورشة جديدة في مدينة القامشلي في مجال الخراطة والكولاج والسبل، بدلاً من ورشته السابقة في مدينته.

واجه خليل تحديات عدة في إعادة افتتاح الورشة بعد النزوح إلا أنه وبإصراره وعزيمته حقق نجاحاً في هذا المجال مستفيداً من بيئة المنطقة التي ساعدته على ذلك.

يعمل خليل في مهنة الخراطة والكولاج والسبل، منذ العام 1997 حيث بدأ العمل في هذا المجال في سن مبكرة وعمره لا يتجاوز 12 عاماً.

العودة للعمل

يقول خليل، لنورث برس، إنه يعمل في القامشلي في مجال الخراطة والكولاز والسبل، وهو يبلغ من العمر الآن حوالي 39 سنة.

ورغم التحديات التي واجهها هو ومن معه خلال عملية النزوح من سري كانيه إلى القامشلي، وأهمها فقدان معداتهم وشراءها من جديد، فقد استطاعوا إعادة بناء ورشتهم في ظروف جديدة.

يقول خليل: “هذه هي المرة الثانية التي ننزح فيها من سري كانيه، في المرة الأولى لم نتعرض للسرقة الكبيرة واستطعنا العودة في وقت قصير، لكن في المرة الثانية تألمنا وخسرنا كثيراً لحين قدومنا إلى القامشلي والعثور على مكان وجلب معداتنا”.

ويضيف: “تم احتجاز المعدات أربع مرات وبعدها واجهنا صعوبات عديدة حتى تمكنا من جلبها، وكذلك واجهنا صعوبةً إلى أن عثرنا على مكان لنا”.

ويشير إلى أنه  دفع مبالغ كبيرة جداً حيث قام بشراء معداته من جديد من الفصائل المسلحة، وانتظر عاماً حتى وصلت المعدات إليه.

ويبين خليل أنه: “هنا في القامشلي أنا وأهالي سري كانيه استطعنا أن نثبت وجودنا وأن تكون لنا بصمة هنا، وعملنا عملاً جيداً، وبات لنا اسم في المنطقة الصناعية”.

صعوبات وتحديات

يقول آراس: “صراحة في البداية واجهنا صعوبات لكن لم نستسلم وافتتحت المحل وفي بداية العمل كان هنالك صعوبات باعتبار أننا لسنا من هذه المدينة ولم نكن هنا إلى أن استطعنا أن نثبت نفسنا”.

ويضيف أن سكان المدينة “ساعدونا ودعمونا من ناحية تقديم المحلات والمعدات، والآن عملنا جيد، ونحن سبعة  عمال”.

ويبين أن “استفدنا بيئة العمل في القامشلي، لأنها مدينة كبيرة والصناعة الكبيرة ومجال العمل فيها واسع وعدد السيارات أكثر هنا وأمورها أفضل.

تواجه ورشة خليل تحديات مستمرة، مثل نقص المواد الخام والقطع الأساسية وقطع الأجهزة المفقودة في المنطقة حيث يقومون بتأمينها بصعوبة ودفع مبالغ باهظة.

ويقول: “من ناحية صعوبات العمل حالياً نواجه فقداناً في العديد من القطع، ومن ناحية المازوت حيث أوقفوا توزيع المازوت الصناعي منذ فترة، وعملنا يعتمد في غالبيته على المازوت، والقطع الأساسية للمحل مثل قطع الأجهزة مفقودة في المنطقة وحتى نأمنها نواجه عدة صعوبات ونشتريها بمبالغ باهظة”.

ويطالب بتوفير هذه القطع، مبيناً  أن “الكثير من القطع التي نجلبها الآن لا تكون بجودة عالية فقط نجلبها لتسيير العمل”.

آمال بالعودة

يعمل خليل قدر استطاعته على مساعدة السكان وخاصة النازحين من سري كانيه في تخفيض الأسعار.

ويأمل خليل في العودة إلى مدينته سري كانيه بأقرب وقت وبناء حياة جديدة هناك، مؤكداً على تطلعه لتطوير ورشته وتوسيع نطاق أعماله في المستقبل.

يقول: “أملنا كبير في العودة لمديتنا في وقت قريب وليس ببعيد، حيث سأعمل مرة أخرى في المجال نفسه، وسأحاول أن أطور المشروع وأوسعه هناك”.

ويضيف: “كنا سعيدين في مدينتنا وأهالي المدينة جميعهم متعاونين من كبيرهم لصغيرهم.. لا نقول أن الوضع هنا في القامشلي ليس كذلك، لكن أي شخص نزح قسراً من منزله، يقولون في المثل العربي: (من طلع من داره قل مقداره) ونحن تعرضنا لبعض هذا الأمر، ومع ذلك فوضعنا هنا جيد جداً، ونتمنى أن نعود في وقت قريب”.

تحرير: محمد القاضي