بعد أشهر من الاحتجاجات السلمية.. هل يتجه سكان السويداء للسلاح والعسكرة؟
السويداء – نورث برس
شهدت ليلة أمس الأحد توتراً كبيراً في السويداء بين فصائل محلية شكّلها سكان المدينة وقوات تابعة لحكومة دمشق، حيث استُعمل فيها الرصاص الحي وتم محاصرة عدد من حواجز القوات الحكومية من قبل تلك الفصائل.
واندلعت الاشتباكات على أثر مظاهرة ضد حكومة دمشق بالقرب من أحد الحواجز، وامتد مشهد التوتر لمدة 12 ساعة، حيث انتهت الاشتباكات قرابة الساعة الرابعة من فجر الليلة الماضية.
وتشهد السويداء احتجاجات مناوئة ضد الحكومة السورية منذ آب/ أغسطس العام الماضي، تخللتها أحداث عنف أودت بحياة أحد المحتجين، ومنذ الشهر الفائت أرسلت الحكومة تعزيزات عسكرية إلى أطراف السويداء وسط تحذيرات من التصعيد.
وقال مصدر من أحد قادة الفصائل المحلية بالسويداء لنورث برس، إنه “تم إعطاء مهلة جديدة للأجهزة الأمنية لإزالة حاجز العنقود وتنتهي اليوم الاثنين”.
وأوضح أن الاتفاق تم بعد تدخل وساطات من سكان المدينة لإعطاء فرصة لانسحاب عناصر الحاجز، وعدم التفكير بإقامة حواجز أخرى مجدداً داخل السويداء.
ونتيجة اشتباكات أمس أكد مراسل نورث برس وقوع إصابات بين عناصر مجموعات مسلحة تابعة لحكومة دمشق كانوا متمركزين داخل مبنى حزب البعث الواقع بالقرب من حاجز العنقود بعد استهداف المبنى بعدة قذائف نوع آر بي جي واندلاع النيران في أحد غرف المبنى.
وأضاف المراسل أن استهداف فرع الحزب جاء بعد قيام عناصر حكوميين باستهداف الفصائل المحلية التي تقوم بمحاصرة حاجز العنقود واستهداف المباني السكنية بالرصاص الحي بشكل عشوائي، كما تم استهداف حاجز العنقود وفرع المخابرات الجوية المجاور للحاجز بالرشاشات الثقيلة.
وفي الخامس عشر من أيار/ مايو، دعت الخارجية الأميركية “النظام السوري” إلى الامتناع عن الهجمات على الاحتجاجات السلمية في السويداء، داعية جميع الأطراف إلى تجنب العنف.
وحصلت نورث برس على معلومات أمنية مسربة بوقت سابق وضحت أن نية القوات الحكومية من نصب هذا الحاجز وهو تابع لعناصر من فرع أمن الدولة كان “ملاحقة المطلوبين والمناهضين لتواجد القوات الحكومية بالمنطقة”.
وفجر السبت الفائت، احتجزت مجموعات محلية ضباط في القوات الحكومية بعد فقدان الاتصال بالشيخ رائد المتني أحد وجهاء المنطقة المعارضين أثناء توجهه إلى قريته بريف السويداء، جنوبي سوريا والذي اعتقلته قوات حكومية ليخرج بعد نتيجة ضغط الفصائل المحلية.
هذا وذكرت صفحة “رئاسة الجمهورية” أن سبعة عناصر من القوات الحكومية قد قُتلوا باشتباكات مع مجموعات مسلحة”، وهذا ما نفاه سكان السويداء ورجال الدين وغيرهم.
وتتهم حكومة دمشق متظاهري ومحتجي السويداء بأنه يتم توجيههم وتحريضهم من قبل جهات خارجية ضدها وتنفي وجود مطالب شعبية محقة لهم بالرغم من خروجهم منذ قرابة العام مطالبين بتحسين أوضاعهم وظروفهم المعيشية ورحيل “نظام الحكم الحالي”.
وفي السياق، اتهم قائد تجمع أحرار جبل العرب الشيخ سليمان عبد الباقي حكومة دمشق بجلب عناصر إيرانية وذلك بحسب معلومات وأدلة كان قد رصدها التجمع.
وأوضح التجمع أنه انسحب بشكل جزئي من المنطقة فجر اليوم، و ينتظر حالياً ما سينتج عن المهلة المقدمة، مؤكداً أنه بدأ باللجوء للعسكرة والتصعيد بعد استنفاذ كامل الحلول السلمية التي تهدف لإزالة الحاجز الذي تم نصبه أمس والذي يعتبره سكان المدينة محاولة لبدء فرض حصار خانق من قبل ميليشيات النظام وإيران وتقطيع أوصال المدينة.