قيادي في “تحرير الشام” يكشف تفاصيل فسادها مع ظهور شريط مصور يدفع الأطفال للتجنيد

NPA
مع انتشار تسجيل مصور لعناصر من هيئة "تحرير الشام" يحرضون الأطفال على التجنيد، كشف القيادي في الهيئة المعروف باسم "أبو العبد أشداء"، عن قضايا فساد إداري ومالي وعسكري داخل الهيئة.
وبيّن التسجيل المصور الذي نشرته عدة منصات للتواصل الاجتماعي في المعارضة، عناصر من الهيئة من "شرعيين" وعسكريين يقومون بتحريض الأطفال المتواجدين ضمن مخيمات قرب حدود شمالي إدلب مع تركيا.
وأكدت مصادر من المنطقة أن الهدف من هذه التجمعات، هو تجنيد الأطفال والقاصرين في صفوف الهيئة، وذلك خلال ملتقى متواصل منذ أيام، تحت مسمى حملة "جاهد بنفسك".
وفي الوقت ذاته، قام القيادي في هيئة التحرير المعروف باسم "أبو العبد أشداء"، بالكشف عن الموضوع عبر تسجيلٍ مصوّر نشره على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي تيليغرام، أمس الاثنين.
التسجيل حمل عنوان "كي لا تغرق السفينة"، وتحدث فيه عن الفساد المتفشي داخل الهيئة، الأمر الذي تسبب بانتشار واسع للتسجيل المصور على صفحات تابعة للمعارضة السورية.
وقال أبو العبد، في التسجيل أن هيئة التحرير تلقّت في أول تشكيلها دعماً بمبلغ /100/ مليون دولار من جهةٍ لم يذكرها.
فيما تحدث عن أن دخلها شهرياً، بعد السيطرة على مقدرات المنطقة المنضوية تحت حكمها، يبلغ /13/ مليون دولار.
فيما أشار إلى مصادرتها عند قتال حركة "نور الدين الزنكي" لمبلغ /10/ مليون دولار و/1,100/ آلية متنوعة، بالإضافة إلى مستودعات ومعامل للسكر وغيره.
وأضاف أبو العبد أن دخل "الهيئة" الشهري للقادة للعسكريين، والذي يعادل /650/ ألف دولار أمريكي، يكفي جميع عناصر فصائل المعارضة في إدلب من كل الفصائل "لو كانت بأيدٍ أمينة".
كما لفت إلى أن المقاتل في “الهيئة” يحلم بـ/100/ دولار أمريكي شهرياً، بينما موظفو المعابر يتجاوز راتبهم /250/ دولاراً.
وتابع القيادي "احتكرت الهيئة تجارة المحروقات، الأمر الذي تسبب بتوقف /100/ ألف شخص عن العمل ممن كانوا يزاولون مهنة تجارة المحروقات، وتحتكر مع التجار في الشمال، ما ألحق الضرر بالكثير من التجار الآخرين"، حسب تعبيره.
وأكد القيادي، على وجود الفساد المالي في الهيئة، "كإجبار الفلاحين على بيع محاصيلهم بأجر قليل، وبيعها للتجار بمناطق الحكومة السورية، والإتاوات التي يتقاضاها عناصرها من اللاجئين ومرافقي المرضى على المعابر".
كما تحدث عن الهيئة عسكرياً وأنها لا تسيطر سوى على ربع نقاط الرباط في الشمال، ولا تقدم الدعم للفصائل الأخرى، بالرغم من أنها من أغنى الفصائل الموجودة في المنطقة، وتتحكم بالموارد.
كما تطرق إلى إهمال الهيئة أمور التحصين والتمويه خلال المعارك الأخيرة، وعدم اهتمامها بفتح المحاور القتالية ضد القوات الحكومة السورية.
وشدد على "تقصير الهيئة في واجبها بالدفاع عن مناطق الشمال، كعلمها بهجوم القوات الروسية على قلعة المضيق بريف حماة قبل شهرين، ومع ذلك لم تجهز العدّة المناسبة" بحسب قوله.
وبيّن القيادي أن "الهيئة جرى تحويلها إلى حقل تجارب شخصية، أقامت حكومة ومجالس صورية، ومن يخالف رأي القادة يتم تهميشه وتسفيهه وتخوينه ومحاربته".
وذهب القيادي إلى أبعد قائلاً: "تحولت الهيئة لمملكة خاصة يتحكم فيها أصدقاء وأقرباء قادة الهيئة وعلى أهم المفاصل الشرعية والأمنية والاقتصادية".
وبحسب أشداء، فقد تم "تكثيف العمل الأمني المتعلق بكتابة التقارير في الهيئة حتى عن الجميع بما فيهم عناصرها ومدى قناعتهم بشخصية القيادة".