“داعش”.. تزايدٌ في الهجمات وهاجس يلاحق سكان دير الزور
عمر عبد الرحمن – نورث برس
رغم العمليات الأمنية المكثفة التي شنتها قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” والقوات الحكومية في دير الزور للقضاء على خلايا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، إلا أن العام الحالي شهد تزايدًا في عمليات التنظيم.
هذه العمليات استهدفت مقرات عسكرية وآليات ودوريات وحواجز وأفراد عسكريين ومدنيين. غالباً ما يتم تبني هذه الهجمات عبر مواقع مقربة من التنظيم على صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي ضوء هذه الهجمات المتكررة، فإن التحدي الأمني يبقى قائماً في المنطقة، ويجب على القوات المشاركة في القتال زيادة جهودها للتصدي لتهديدات التنظيم وحماية المدنيين.
إضافة إلى ذلك يتوجب على المجتمع الدولي تقدم دعم إضافي للجهود المبذولة لمكافحة “داعش” وضمان استقرار المنطقة.
تزايد العمليات
زادت عمليات التنظيم بدير الزور في تعقيدها وحجمها خلال العام الحالي، حيث استهدفت 36 مقراً عسكريًا لـ”قسد” وقوات الأمن الداخلي “الأسايش”، كما استهدفت 11 حاجزاً عسكرياً على مداخل ومخارج البلدات في دير الزور، و34 آلية عسكرية بعبوات ناسفة وأسلحة رشاشة. كما تم استهداف 10 عناصر من “قسد” ومدنيين.
تنوعت مواقع هذه العمليات في الريف الشرقي لدير الزور، حيث تبنى التنظيم 35 عملية في بلدات البصيرة وشحيل والصبحة، كما شملت العمليات قرى وبلدات الريف الشمالي والغربي لدير الزور.
وفي الحسكة، تبنى التنظيم 25 عملية، 11 منها استهدفت مقرات وآليات عسكرية، و14 عملية استهدفت مدنيين وعسكريين، كما تم تبني 4 هجمات في الرقة و4 هجمات في منبج ضد “قسد”.
ويقوم التنظيم بتنفيذ هذه الهجمات باستخدام دراجات نارية، حيث يستهدف الدوريات أو الأفراد ثم يفر إلى البادية للاختباء في مخابئه.
ومنذ بداية العام الحالي، أعلنت “قسد” عبر موقعها الرسمي عن فقدان 18 عنصراً من عناصرها لحياته.
كما أُعلن عن قتل 18 عنصراً من “داعش”، بما في ذلك زعماء، 13 منهم في دير الزور وعنصران في الشدادي وثلاثة في الرقة، وتم أيضًا اعتقال 19 عنصراً لـ”داعش”، 12 منهم في دير الزور وثلاثة في الحسكة وأربعة في الرقة.
وتابعت “قسد” جهودها لإفشال محاولات فرار عناصر داعش في مخيم الهول واعتقال 21 مشتبهاً به من عناصر “داعش” بحملة أمنية هناك.
كذلك تم اعتقال 16 عنصراً من “داعش” في حملة أمنية في الحسكة، وأُعلن عن تصفية خلية لها تزرع الألغام في دير الزور.
مخاوف من عودة التنظيم
يقول صلاح السلمان، أحد وجهاء مدينة دير الزور، إن “مدينة دير الزور تعاني بشكل كبير من تأثيرات الحرب وسيطرة التنظيم على بعض المناطق، على الرغم من تحرير المدينة من قبل “قسد” شرق الفرات، والقوات الحكومية غربها”.
ويضف لنورث برس: “إلا أن هناك خوفاً مستمراً لدى السكان من عودة داعش وزيادة عمليات الاختطاف والهجمات الإرهابية في المنطقة التي ينفذها أعضاء التنظيم”.
وذكر السلمان، أن “تزايد انتشار عناصر داعش في بعض المناطق وضعف الأمن والاستقرار في المنطقة بسبب التداعيات السياسية والعسكرية يؤثر سلباً على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة”.
ويشير إلى أن تأثيرات هذه المخاوف تشمل الانعكاسات النفسية على السكان، وتقليل حرية التنقل والحرية الشخصية خوفاً من تحركات التنظيم، كما تؤثر سلباً على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلد، وتزيد من حالات الهجرة الداخلية والخارجية.
بينما يقول علي المرسومي، وهو من سكان دير الزور، إن “تنظيم داعش كان يسيطر على مناطق في سوريا والعراق في الفترة من عام 2014 إلى عام 2019. وقد تسببت سيطرته في تهجير الكثير من السكان وتدمير البنية التحتية في المناطق التي سيطر عليها”.
ويضيف لنورث برس، أنه “لا تزال هواجس التنظيم تلاحق فكر السكان في دير الزور إلى يومنا هذا، خاصة في ظل تردي الواقع الأمني ومشاهدة عناصر التنظيم ينفذون عمليات قتل وترهيب في مناطقهم”.
ويذكر المرسومي، أن “تخوف سكان دير الزور من عودة سيطرة تنظيم داعش يعتبر تحدياً كبيراً يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية للحد من هذا التهديد وضمان استقرار دير الزور وسلامة سكانها”.
ويؤكد على أنه من المهم أن يعمل السكان والسلطات الحاكمة جميعاً على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ودعم السكان المتضررين من تأثيرات الحرب والتنظيمات، إضافة لمحاولة توعية السكان بخطر عناصر “داعش” وتشجيعهم للتبليغ عنهم.