مطالب بتكثيف الجهود للحد من النزاعات العشائرية بدير الزور
عمر عبد الرحمن – نورث برس
تغلب السمة العشائرية على شكل الحياة في دير الزور، إلا أن المنطقة تشهد خلافات واقتتالات بين العشائر من فترة لأخرى.
ومن العشائر التي تنتشر في منطقة دير الزور البكير والشعيطات والبقارة والحسون والجيس وغيرها، وجميعها تنتمي إلى قبائل عريقة.
هذا التنوع العشائري يؤدي أحياناً إلى خلافات بين أفراد العشائر، والتي تتطور في بعض الأحيان إلى اقتتالات عشائرية تؤثر سلباً على المجتمع والمنطقة.
منذ بداية العام الجاري، فقد العشرات من السكان حياتهم، وأصيب عشرات آخرون نتيجة لاقتتالات عشائرية شهدتها مناطق دير الزور، خاصة في الريف الشرقي. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير وحرق ممتلكات سكان، إضافة إلى إصابات في مناطق أخرى بسبب الرصاص الطائش.
أسباب
يرى ناشطون من دير الزور، أن هناك أسباب عدة لهذه الاقتتالات، منها التنافس على الموارد، حيث تكون غالباً نتيجة التنافس على الموارد مثل الأراضي الزراعية أو الموارد المائية أو حتى الآبار النفطية.
كما قد تنشأ نتيجة دافع الانتقام والثأر، حيث تنشأ نتيجة لصراعات تاريخية أو انتقامية بين العشائر والقبائل المتجاورة بسبب جرائم أو انتهاكات سابقة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد الفقر والبطالة من حدة التوترات والصراعات بين العشائر. ولا يمكن تجاهل دور التمييز والانقسامات القبلية كأحد أسباب اختلاف العشائر.
ومنذ بداية العام الحالي، شهد القسم الشرقي من دير الزور (الواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات) 38 حادثة اقتتال عشائري تقريبًا، 19 منها في مناطق ريف دير الزور الشرقي في بلدات غرانيج، وأبو حمام، والشحيل، وذيبان، وتسعة منها في ريف دير الزور الغربي.
وخلفت هذه الاقتتالات ما يقارب أربعين ضحية من الأطفال والنساء والرجال، بالإضافة إلى عشرات المصابين ومقتل 11 شخصاً برصاص طائش خلالها، مع حرق منازل وتضرر أملاك السكان.
تدابير
يقول محمد العواد، وهو ناشط مدني، إن الوضع الأمني في مناطق دير الزور غير مستقر، حيث لا تستطيع السلطات القضاء على التوترات العشائرية، بالرغم من التدابير المتكررة لنزع السلاح.
ويشير العواد، لنورث برس، إلى أنه من الضروري تعزيز العدالة وفرض القانون للحد من هذه الاقتتالات، إضافة إلى تعزيز التضامن والتعاون بين العشائر.
فيما يشدد علي العبدالله، عضو في لجنة فض النزاعات بدير الزور، على ضرورة دور السلطة في التدخل لفض النزاعات والحد من الاقتتالات.
ويذكر أن تعزيز التثقيف والوعي بأضرار هذه الظاهرة ودعم التنمية الاقتصادية يمكن أن يلعبا دوراً هاماً في تخفيف التوترات بين العشائر وحل الصراعات بطرق سلمية.
ويضيف العبدالله، لنورث برس، إن معظم المنظمات الدولية قد سحبت أعضائها ومكاتبها من المناطق التي تشهد اقتتالات عشائرية مستمرة، خاصة في الريف الشرقي لدير الزور، وتوقفت برامج الدعم للمنظمات المحلية بسبب إصابة بعض طواقمها برصاص طائش وهذا ينعكس سلباً على اقتصاد المنطقة.
وشهدت بلدتا غرانيج والشحيل حوادث اقتتال عشائري مؤخراً، مما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات، ويتجدد هذا التوتر فيها بشكل دائم بسبب خلافات قديمة ويساعده سهولة الوصول إلى السلاح بين الشباب.