من عفرين إلى القامشلي.. قصة شاب عشريني حمل معمله على أكتافه
القامشلي – نورث برس
في قصة ملهمة من التحدي والإصرار، يبرز هوزان رستم، النازح من ريف حلب الشمالي، كنموذج للشباب الطموح الذي صنع من التحديات فرصا للنجاح.
من خلال معمل الأحذية الذي أسسه بجهد في مدينة القامشلي شمالي سوريا، استطاع هوزان الذي لم يقطع عقده الثالث بعد، أن يكتب فصلاً جديدًا في حياته وحياة أسرته.
نزوح وبداية جديدة
بدأت رحلة هوزان عام 2014، حين افتتح معملا في عفرين. لكن مع اندلاع الحرب في عفرين عام 2018، اضطر هوزان للنزوح إلى القامشلي مع عائلته.
“واجهنا صعوبات في نقل أدوات المعمل، حتى أننا دفعنا مبالغ ضخمة تعادل تقريباً قيمة الآلات نفسها”، يقول هوزان مستذكراً تلك الفترة العصيبة.
بالرغم من التحديات الجديدة في القامشلي، تمكن الشاب وفريقه من التكيف والصمود. “بقينا في القامشلي حوالي عام، وقررنا إعادة افتتاح المعمل هنا بسبب حاجة المنطقة للصناعة. رغم التحديات الكبيرة، نجحنا في تأسيس معمل جديد”، يضيف هوزان بفخر.
في المعمل
ويتحدث هوزان عن خطواته العملية قائلاً: “نستورد المواد الأولية من تركيا، ثم نقوم بطحنها وتصنيع المنتجات البلاستيكية والبروتان لصناعة النعال. يعمل لدينا حوالي 30 عاملاً، ونزيد العدد إلى 50 أو 60 عند زيادة الضغط”.
ويشير الشاب إن “بيئة القامشلي ساعدتنا كثيرا في نجاح المشروع. نحن المعمل الوحيد للأحذية في المنطقة، مما يجعل منتجاتنا أرخص من تلك المستوردة، وهذا يساعد السكان من ناحية الأسعار.”
تحديات
ومع كل النجاحات، لا يخلو طريق هوزان كغير من صناعيو المنطقة من تحديات يشير إليها قائلاً: “الجمارك على البضائع تكلفنا بشكل كبير، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. أيضاً، العمال هنا يفتقرون للخبرات، لذا نشرف عليهم بشكل دوري”.
ويؤكد على ضرورة وجود تسهيلات جمركية ودعم للصناعة المحلية، معرباً عن أمله في تأسيس مصانع للمواد الأولية لتخفيض التكاليف.
ويختتم هوزان رستم قصته بنداء للإدارة الذاتية والمنظمات الدولية لتقديم التسهيلات والدعم اللازمين لتعزيز القدرة التنافسية للصناعة المحلية. ويشدد على أهمية التعاون بين القطاع الخاص والسلطات لتحقيق الاستدامة الاقتصادية.