باحث في شؤون الجماعات المتطرفة: القضاء على تنظيم داعش ليس من أولويات موسكو وطهران ودمشق

NPA
شهدت البادية السورية الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي حمص ودير الزور، اشتباكات بين قوات الحكومة السورية وعناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
القتال جرى بشكل عنيف بين الطرفين في منطقة حميمة الواقعة في بادية السخنة، على مقربة من الجيب الذي لا يزال التنظيم يتواجد فيه ضمن مساحة نحو /4.000/ كلم مربع، وترافق مع استهدافات متبادلة.
في حين نقلت وسائل إعلام محلية تابعة للحكومة السورية، عن تنفيذ سلاح الجو السوري ضربات طالت مواقع للتنظيم وأهداف تابعة له في مثلث تدمر – السخنة – الحدود الإدارية مع دير الزور، ومعلومات عن قتلى في صفوف التنظيم.
وتعليقاً على القتال في البادية مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قال حسن أبو هنية، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، إن الصورة بالنسبة للتنظيم تغيرت بعد انتهاء وجوده في منطقة الباغوز بشرق نهر الفرات.
وأوضح أن هذه السيطرة لم تعد مكانية، بل باتت حرب استنزاف دشنها أبو بكر البغدادي في تسجيل مصور له، تحول به إلى تكتيك العصابات المسلحة، وبات التنظيم عبارة عن منظمة بخلايا منتشرة في مناطق تعاني من فراغ أمني في العراق وسوريا منذ إعلان هزيمته.
ويرى أبو هنية أن القضاء على التنظيم يحتاج "تكتيك مكافحة التمرد والعمل الاستخباري وتتبع جيوب التنظيم"، ويشير إلى أن ذلك "ليس من أولويات روسيا ولا إيران ولا الحكومة السورية حالياً ولديها مواضيع أخرى للتعامل معها."
وتحدث هنية عن عدم جاهزية القوات المحلية لمواجهة هذه المجاميع الصغيرة المتجمعة في أماكن متفرقة، وهي تحتاج إلى تكلفة عالية وضربات دقيقة عبر طائرات بلا طيار أو غيرها.
ويعتبر المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، أن "مخيم الركبان هو مشكلة بحد ذاته" وأنه "أحد حواضن تنظيم الدولة ويشكل عامل قلق". ونفى علمه بزمن انتهاء التعامل مع مخيم الركبان للنازحين
ولفت إلى "خطورة غياب برامج في العراق وسوريا لإعادة دمج هؤلاء النازحين بالمجتمع".
واستشهد أبو هنية بتقرير معهد دراسات الحرب في واشنطن والأمم المتحدة، حول "تحول التنظيم إلى عمل لا مركزي" وأنه "لا زال يمتلك القوة ويمتلك القدرة التمويلية وأموال طائلة لا تقدر".
وأضاف أبو هنية أن عدم وجود حل سياسي في التعامل مع شرق الفرات ومعضلة إدلب والفصائل المحلية الموجودة فيها، يضع المنطقة أمام مشهد جديد، يعتمد على حرب العصابات وتكتيكات جديدة وطريقة التعامل السابقة مع "الحركات الجهادية" وعلى رأسها تنظيم داعش.
ويعتقد الباحث أن هناك مشكلة في التعامل مع النازحين والمخيمات عموماً، وأنه لا توجد هناك حلول حقيقية في سوريا، والحلول المطروحة "هشة".
ولفت إلى وجود برامج دمج وتوجيه وبرامج إعمار، حيث شوهد بعض الناس عادوا، أما الآخرون يحتاجون لضمانات من كل الأطراف "وبهذا لا يوجد شيء واضح ويقيني في بالتعامل مع مخيم الركبان."