كوباني .. زراعة الخضراوات بين تلبية السوق المحلي ومعوقات الإنتاج
فتاح عيسى – كوباني
تشارك ميديا محمد (30 عاماً)، وهي مزارعة من قرية إيلاجاغ بريف كوباني الغربي، عمالها في قطاف الخضراوات الصيفية، لتأمين احتياجات منزلها من جهة وتوفير الخضراوات لسكان منطقتها بسعر مناسب.
ولا تعتبر زراعة الخضراوات في كوباني حديثة إلا إنه مؤخراً توجه العديد من المزارعون إليها نظراً لحاجة السوق المحلي.
وتنتشر زراعة الخضراوات الصيفية في أكثر من عشرة قرى من القرى المحاذية لنهر الفرات بريف كوباني الغربي.
وعام 2023، بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالخضراوات الصيفية أكثر من 600 هكتار، وفي عام 2022 نحو 500 هكتار، بحسب لجان الزراعة في المنطقة.
وتقول محمد، لنورث برس، إنها زرعت ثلاثة هكتارات بالخضراوات “البندورة والخيار والباذنجان واللوبيا والفاصولياء”، إضافة إلى كل ما يحتاجه المنزل من الخضراوات الصيفية.
تخفيض السعر
تضيف محمد أن إنتاجهم من الخضراوات الصيفية يساهم في تخفيض أسعارها لتكون متناسبة مع دخل السكان، كما أن المزارعين يستفيدون من هذه الزراعة التي تعتبر مصدر معيشي لهم، وتؤمن كذلك فرص عمل خلال الموسم الزراعي.
بدوره يقول أحمد دهار (60 عاماً)، وهو مزارع من ريف كوباني الغربي، إن أكثر من عشرة قرى تؤمن احتياجات سكان كوباني ومنبج من الخضراوات الصيفية، مشيراً إلى أنه يتم تصدير هذه الخضراوات إلى باقي مدن شمال وشرق سوريا وصولاً إلى الحسكة والقامشلي.
ويضيف دهار أن إنتاج الخضراوات الصيفية بدأ حالياً ويستمر حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام.
نقص المازوت
ويذكر دهار أنه يزرع الخضراوات منذ نحو 15 عاماً، وهذه السنة هي الأولى التي يعاني فيها من توفير مادة المازوت لري الخضراوات .
والعام الفائت، كان يستلم دهار المازوت المخصص للري كل أربع مرات بدفعة واحدة، وأحياناً كان يستلم مادة المازوت مرة كل أسبوع.
ويتابع أنه شارف على الانتهاء من بيع محصول الخيار ولم يستلم مخصصاته من مادة المازوت حتى الآن، لافتاً إلى أنه لم يعد قادراً على الاستمرار بهذا الوضع، وربما يخسر محصوله بسبب عدم توفر مادة المازوت.
ويرى دهار أن المشكلة الأساسية التي تواجه مزارعي الخضراوات هو توفير مادة المازوت، مطالباً بتوفيرها بسعر يتراوح بي ألف وألفي ليرة، كي يستطيع المزارعين الاستمرار بالإنتاج وتأمين احتياجات سكان المنطقة من الخضراوات بأسعار مناسبة.
ويضيف أنه إذا لم يستطع الاستمرار بإنتاج الخضراوات وسقايتها هذا العام، فلن يقدم على زراعة الخضراوات الموسم القادم.
ويقول يقول فرهاد سنجار (35 عاماً)، وهو مزارع خضروات من ريف كوباني الغربي، إن أكبر مشكلة يعاني منها مزارعو الخضراوات هي تأمين مادة المازوت، ففي العام الفائت استلم المزارعون عشرة دفعات من مادة المازوت، بينما في هذا العام ورغم سقاية الخضراوات ثماني مرات لم يستلم المزارعون أي دفعة من مادة المازوت.
فائدة للمزارع والسكان
يبين سنجار، إن زراعة الخضراوات تعود بالفائدة على المزارعين والسكان معاً، لافتاً إلى أن سكان القرى الغربية يعتمدون بشكل رئيسي على زراعة الخضراوات منذ عدة سنوات.
ويضيف سنجار أن مزارعي المنطقة كانوا يزرعون في السابق القطن وغيرها من المحاصيل إلا أن الكثير منهم توجهوا لزراعة الخضراوات حالياً.
ويقارن سنجار بين أسعار الخضراوات من الإنتاج المحلي “الرخيصة” مع الخضراوات المستوردة من خارج مناطق الإدارة الذاتية “مرتفعة الثمن”.
ويقول: “سعر كيلو البندورة المستوردة تراوح بين 12 و 15 ألف ليرة، بينما حالياً ومع بدء إنتاج الخضراوات في المنطقة أصبح سعر كيلو البندورة 2500 ليرة، كما أن كيلو الخيار المستوردة كان 12 ألف ليرة، بينما حالياً يباع بسعر أربعة آلاف ليرة، والفليفلة المستوردة من تركيا والساحل السوري سعرها 35 ألف ليرة للكيلو، بينما يتم بيع الفليفلة من الإنتاج المحلي بسعر 9 آلاف ليرة”.
ويتابع سنجار أن الأيدي العاملة تستفيد أيضاً من زراعة الخضراوات ، ففي مساحة ثلاثة هكتارات من الخضراوات يعمل نحو 20 عاملاً على مدار ستة أشهر.
ويقول سنجار إن زراعة الخضراوات تحتاج إلى سقاية أربعين مرة في الموسم، من بداية الزراعة إلى نهاية الإنتاج، وإن كل هكتار من الأرض المزروعة بالخضراوات تحتاج إلى كمية عشرة آلاف ليتر من مادة المازوت حتى نهاية الموسم.