كيف تخسر إيران سوريا لصالح ألمانيا

الحرب الأهلية السورية مستعرة منذ أكثر من 13 عاماً. وألحق الرئيس بشار الأسد، إلى جانب إيران وروسيا، بالشعب السوري ضرراً كبيراً. لكن بدأ التحول الدراماتيكي يأخذ مجراه في ظل تداعيات عميقة.

بالإشارة إلى “نبوءة في المزمور 83″، كتبت هذا في عام 2012: “في الوقت الحالي، سوريا تحت حكم بشار الأسد متحالفة بشكل وثيق مع إيران – لكن هذه النبوءة تظهر أن هاتين الدولتين على وشك الانقسام. سيكون لهذا تأثير دومينو على دول أخرى. هذه الأحداث ستهز هذا العالم وتغير مجرى التاريخ بشكل كبير!”.

كما أشرت إلى أن هذا الانقسام الهام بين سوريا وإيران سيكون بدعم ألمانيا.

بناءً على نفس النبوءة، سجلت برنامج “ذا كي أوف ديفيد” قبل أسبوعين بعنوان «إيران تخسر سوريا لصالح ألمانيا». بعد أسبوع واحد فقط، كتب موقع “جيوبوليتكال فيوتشرز” مقالاً بعنوان «الخلاف بين إيران وسوريا» بتاريخ 21 أيار/مايو. إليكم ما كتبوه:

لدى الرئيس السوري بشار الأسد سبب للنأي بنفسه عن حليفته السابقة إيران. صحيح أن إيران ساعدت في استقرار الحكومة في دمشق وكان لها دور فعال في إخماد انتفاضة المتمردين، لكن استمرار وجودها على الأراضي السورية يمثل تهديدًا للأسد – لأسباب ليس أقلها أنها تجذب ضربات متقطعة من إسرائيل. الأسد يرى الضغط الإسرائيلي فرصة للتخلص من إيران إلى الأبد….

بعد السيطرة على الكثير من الأراضي السورية، لم يعد الأسد بحاجة إلى إيران، وليس لديه مشكلة في التخلص منها. يدرك الأسد أن الوجود الإيراني سيثني الدول الغربية عن المساهمة في إعادة إعمار سوريا، وغياب هذه الدول سيسمح لطهران باستعادة الموارد الهائلة التي أنفقتها لدعم النظام….

في الحقيقة، العلاقات السورية الإيرانية في تدهور منذ فترة.

لكن “جيوبوليتكال فيوتشرز” كتبت أيضاً: «من غير المرجح أن يكون الأسد قد أدلى بمثل هذه الإشارات لو لم يكن صادقاً في رغبته في الاقتراب من الولايات المتحدة والابتعاد عن إيران».

الحقيقة هي أنها ليست الولايات المتحدة التي سينهي سوريا التحالف معها.

لا يعرف العالم سوى القليل عما يحدث بالفعل، لكن ألمانيا مهتمة بسوريا أكثر بكثير من الولايات المتحدة.

بعد أيام فقط من نشر مقال “جيوبوليتكال فيوتشرز”، استضاف الاتحاد الأوروبي في 27 أيار/ مايو مؤتمره السنوي الثامن في بروكسل حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة. تعهدت ألمانيا في المؤتمر بتقديم أكثر من مليار يورو لدعم الناس في سوريا والدول المضيفة المجاورة – بالإضافة إلى ذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 2.1 مليار يورو. كما ساهمت برلين بين عامي 2012 و2022، بنحو 17 مليار يورو في هذه القضية.

لا إيران ولا روسيا في وضع يسمح لهما بالمساعدة في إعادة إعمار الدولة المدمرة. لكن لكي تحصل سوريا على المزيد من المساعدة الخارجية، يجب أن تنفصل عن إيران. يبدو أنه حتى الرئيس الأسد يسير في هذا الاتجاه.

مع الأسد أو بدونه ستنفصل سوريا عن إيران وتتحالف مع ألمانيا!

في “سوريا تتودد للمستثمرين الألمان”، كتب موقع “تي أونلاين” الألماني في عام 2017: “سوريا لا تزال دولة في حالة حرب، لكن قيادة البلاد تخطط بالفعل للمرحلة اللاحقة. كما ستساعد الشركات الألمانية في إعادة بناء البلد المدمر”. في نفس العام، أشار وزير الاقتصاد السوري إلى أن أمله يكمن في ألمانيا، ونشرت صحيفة “بيلد” الألمانية تصريحات من عدة سوريين أعربوا عن أمل مماثل. قال أحدهم: “نعلم أن ألمانيا ساعدت العديد من اللاجئين السوريين. لكن لا ينبغي نسيان عدد الأشخاص الذين ما زالوا يعانون هنا”.

كانت تعامل إيران وروسيا وحشياً فقط تجاه السوريين. هؤلاء الناس يريدون أن تكون ألمانيا حليفهم.

في عام 2018، قال فولكر ترير، رئيس التجارة الخارجية آنذاك في رابطة غرف الصناعة والتجارة الألمانية، لقناة “ان تيفي”، إن الصناعة الألمانية كانت تنتظر فقط «إشارة البداية» السياسية. وأضاف “تلقينا مراراً استفسارات متحفظة من شركاتنا حول سوريا. وبمجرد انتهاء الحرب، سيكون الاقتصاد الألماني مستعداً بشكل عام للمساعدة في إعادة بناء البلاد”.

تتمتع ألمانيا بخدمة كبيرة في سوريا. يعيش أكثر من مليون سوري في ألمانيا. لدى ألمانيا الاقتصاد لإعادة بناء المدن السورية والقوة العسكرية لتأمين المنطقة. وكتب موقع الجيش الألماني “بونديس فير” في عام 2021:

غالباً ما تمت مناقشة عمليات الانتشار المحتملة للقوات المسلحة الألمانية في سوريا، والتي تتمتع بخبرة من البعثات الدولية الأخرى…. هناك شيء واحد يمكن أن يكون مفيدًا جدًا للجيش الألماني هنا، وهو شعبية ألمانيا الكبيرة في سوريا و «التوازن النسبي» للسياسة الألمانية في الشرق الأوسط ككل.

غالباً ما طالب كارل تيودور تسو غوتنبرغ، وزير الدفاع الألماني السابق، بمثل هذا التدخل. وقد يكون وقت ذلك قريباً الآن.

إن رؤية مقدار ما حدث منذ أن سجلت هذا البرنامج حول ابتعاد سوريا عن إيران يظهر أننا بحاجة إلى مراقبة هذه المنطقة عن كثب. إن الدومينو الرئيسي في إطلاق أحداث الأيام الأخيرة على وشك السقوط!

انظروا إلى نبوءة دانيال ١١:٤٠: “ومتى حانَ الوقتُ يُحارِبُهُ مَلِكُ الجَنوبِ، فيُسرِعُ إليهِ مَلِكُ الشَّمالِ بِمَركباتٍ وفُرسانٍ وسُفُنٍ كثيرةٍ ويدخُلُ الأراضيَ ويجتاحُها ويعبُرُها”. هذا يتحدث عن صدام بين الإسلام الراديكالي بقيادة إيران وقوة أوروبية بقيادة ألمانيا.

لكن لاحظ الآيات 42-43: “ويَمُدُّ يدَهُ على جميعِ البُلدانِ وأرضُ مِصْرَ لا تَنجُو. 43ويستَولي على كُنوزِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ وعلى جميعِ نَفائِسِ مِصْرَ، وفي طريقِهِ يَنضَمُّ إليهِ اللِّيـبيُّون والكُوشيُّونَ‌”. وهذا يدل على أن مصر والليبيين والإثيوبيين سوف يسقطون مع إيران.

لكن لم يذكر هنا دولة رئيسية متحالفة حالياً مع إيران: وهي سوريا. لماذا؟ يُظهر المزمور 83 أن سوريا ستكون متحالفة مع ألمانيا وليس إيران. من شبه المؤكد أن هذا التحول الهام سيحدث قبل تحقيق نبوءة دانيال 11:40، وأعتقد أننا يمكن أن نرى ذلك يحدث قريباً.

راقب عن كثب نبوءة الكتاب المقدس الرئيسية هذه!

كتبه جيرالد فلوري لمجلة ذا ترامبت الأميركية وترجمته نورث برس