نائب روسي سابق: تركيا فشلت في سوريا وتوقيت طلب أردوغان للقاء موسكو خاطئ

عين عيسى – محمد البوزو – NPA
أكد دبلوماسي روسي سابق لـ"نورث برس" أن لقاء فلاديمير بوتين مع رجب طيب أردوغان في العاصمة الروسية موسكو، اليوم الثلاثاء، يعد "نقطة مهمة لكل التطورات على الساحة السورية."
وقال المحلل السياسي فيتشسلاف ماتوزوف، إن الجانب التركي "لم يطبق كل الاتفاقات الثنائية في سوتشي، لأن الاتفاق كان ينص على وقف نشاط القوى المسلحة في إدلب، وتنظيم الشريط الأمني الفاصل بين القوات الإرهابية والجيش العربي السوري، والحل السياسي لقضية المسلحين في مقاطعة إدلب، من خلال نقلهم إلى دول وأماكن أخرى، والتي وصلوا إلى سوريا منها".
ويرى ماتوزوف أن هذا الاتفاق كان غير مطبق خلال /11/ شهراً، ففي 17 أيلول / سبتمبر، اتفقت موسكو  وأنقرة في سوتشي على اتخاذ تركيا خلال شهر، لتدابير في المنطقة العازلة، الممتدة من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي إلى شمالي حلب.
ويضيف أنه "في ذلك الوقت كان حوالي /60%/ من إدلب ومناطق خفض التصعيد يسيطر عليها مسلحون موالون لتركيا ومؤيدين من قبل تركيا، ولكن بعد نحو أحد عشر شهراً نحن نرى صورة مختلفة تماماً، كما قال رئيس الوفد المفاوض في آستانا ألكسندر لافرنتييف، أن اليوم حوالي /90%/ من المقاطعة تسيطر عليها القوى الإرهابية."
ويشدد ماتوزوف على أن "هذه القوى رفضت الاعتراف بأية اتفاقات بين بوتين وأدروغان، وكانت تفضل استمرار الحرب ضد الحكومة السورية وضد الشعب السوري، وهذا لم يكن بالكلام فقط، بل أطلقوا صواريخ واطلقوا طائرات مسيرة لمهاجمة قاعدة حميميم الروسية." لافتاً إلى أن "كل هذا الرفض للاعتراف بالاتفاق الثنائي بين أردوغان وبوتين، أفشل الجهود السياسية خلال /11/ شهراً."
ويرى أيضاً أن "انتصار الجيش السوري في خان شيخون وتحريرها والمدن المجاورة لها، من القوى الإرهابية، يعطي أفقاً جديداً لكل الاتفاقات."
ويعتمد ماتوزوف على ذلك في أن "تركيا لا يمكنها فعل أي شيء"، ويردف قائلاً: "لقاء بوتين السابق بأردوغان كان ينص على ضرورة مكافحة الإرهاب، وكانت النقطة الأساسية هي احترام سيادة الدولة السورية على كل الأراضي."
في حين يستنتج أن "اتفاق بوتين – أردوغان لم يغلق ملف الحل العسكري، وأدى لفشل تركيا في تطبيق الاتفاق وخسارة خان شيخون من قبل المعارضة، وتركيا تخوض مفاوضات مع أمريكا حول مصير الأراضي السورية في شرق الفرات، وهذا وضع غير طبيعي، وكل هذه المسائل تحتاج لتدقيق المواقف الروسية والتركية على مستوى القمة."
المحلل السياسي الروسي أكد أيضاً أنه "بغض النظر  أن بوتين وروحاني وأردوغان أقروا لقاءهم المقبل بأنقرة، في أيلول / سبتمبر من العام 2019، إلا أنه نتيجة التطورات في إدلب، فإن أردوغان طلب من الرئيس الروسي أن يلتقي لمناقشة التطورات على ساحة إدلب في وقت خاطئ، وهذا اللقاء سيكون خلال العرض الجوي في روسيا ومعرض القوات المسلحة الجوية الروسية، وهذا ما سيوضح المواقف الروسية – التركية."
كما يزعم ماتوزوف أن "روسيا لا تصر على الحل العسكري, وحتى الجانب الحكومي السوري، ويفضلان الحل السياسي، ويجب أن يكون هناك خيار آخر غير الحل العسكري وهذا ما سيتبلور عنه الاجتماع بين بوتين وأردوغان."
وأضاف "كلنا نواجه سوء التفسير التركي لاتفاق بوتين – أردوغان السابق، وخان شيخون أعطت مثالاً لآلية حل المشكلات، فالقضية ليست قضية الوجود التركي، وتركيا كانت متفقة مع القوات السورية من خلال روسيا، على نشر نقاط المراقبة".
كما أضاف أنه "إذا ما كانت تركيا ستتصرف كما كانت تفعل، خلال الـ /11/ شهراً الماضية، لن يكون هناك خيار إلا بتصفية الأراضي السورية من وجود العناصر الإرهابية، وإلا فإن الحكومة السورية والروس والإيرانيين سيعتمدون أساليب أخرى مثلما شاهدناه في خان شيخون."
"الكرد جزء من الدولة "
النائب الروسي السابق قال إن "النقطة الأساسية هي الموقف الأمريكي في الضفة الشرقية لنهر الفرات، فكل المحاولات الأمريكية للتدخل في الأمور الداخلية السورية، على جانب يمثل مصالح الكرد، خطأ استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، وخطأ للتنظيمات الكردية السياسة والعسكرية."
وأكد ماتوزوف  "الكرد هم جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، وليس الدولة الأمريكية، ولا يمكن التفاوض  على مصير الكرد في سوريا، مع أمريكا أو تركيا، ويمكن ترتيب حل القضية الكردية وحقوق الكرد والمتطلبات القومية في إطار دستور الدولة السورية."
وتابع " كنت أتوجه دائماً إلى الأطراف الكردية، لكي يتفهموا أن الطريقة الوحيدة لضمان حقوقهم، هي التعامل مع الحكومة الشرعية السورية، وأن يكافحوا الإرهاب بأي شكل، ولا يتفاوضوا مع دول قواتها موجودة بشكل غير شرعي في سوريا".
وأضاف "أي شروط من قبل المنظمات الكردية في سوريا، غير مقبولة، لأن حقوق الكرد تحل على أساس الدستور الحالي، وهناك محادثات حول إنشاء دستور سوري جديد".
كما أكد ماتوزوف على أن "روسيا من بداية الأزمة السورية كانت تصر على أن يكون هناك ممثلين عن الكرد، في كل تفاوض بين الحكومة السورية والمعارضة، وحتى في جنيف أصرت موسكو على وجود الكرد في المفاوضات والولايات المتحدة والدول الأوروبية، كانت ترفض توجيه الدعوة لممثلي المنظمات الكردية".