صادرات واقتصاد ذاتي .. إدارة محلية في قلب مثلث حدودي بريف القامشلي
نالين علي – القامشلي
في قلب المثلث الحدودي السوري – العراقي – التركي، تتبادل سيدتان أطراف الحديث حول أحوال قريتهن ويرتفع صياح ديك من الجوار.
وإلى جانبهن يطغى خضار الربيع على القرية الحدودية قليلة السكان وصغيرة المساحة إلا أن سكانها أسسوا ما يشبه الإدارة المحلية لها اقتصادها وصادرات وصندوق للمال العام.
جهود مشتركة
بالعودة إلى العام 2013 قرر سكان قرية جارودية بريف ديرك، شمالي سوريا، بناء حديقة عامة وسط قريتهم، وتزامن ذلك مع قطع جائر للأشجار في عموم سوريا التي شهدت شحاً في المحروقات وحينها كانت الأشجار وسيلة الدفء شبه الوحيدة للسوريين.
أشجار الصنوبر ارتفعت في حديقة القرية المشتركة والتي تتوزع على مساحة 10 دونم من مساحة القرية، وفي العام 2015 وسع السكان الحديقة وبنوا بجانبها بستاناً للفاكهة والخضروات.
ويقول محمد سليمان درويش، وهو من سكان القرية لنورث برس “عملنا جماعي، نلبي ما تحتاجه قريتنا وما يخدمها”.
وتضم القرية نحو 45 عائلة ويتم توزيع المهام فيما بينهم، كالدور في سقي أشجار الحديقة وتنظيفها.
ويضيف درويش “بنينا منزل كبير لاستقبال المعزين عند حدوث حالات الوفاة”.
صادرات واقتصاد ذاتي
تنقسم الحديقة إلى قسمين الأول للفواكه والثاني للخضار أو “البستان” كما يتعارف عليه سكان القرية.
يقول درويش إن انتاج البستان من فواكه وخضار كالبقدونس والفجل والبطاطا يوزع بالتساوي على أفراد القرية والفائض يتم توريده لأسواق المدن وتوضع الأرباح في صندوق القرية.
وللحديقة نظام داخلي ورئاسة ولجنة مالية لتنظيم أمور السقاية والنظافة ومراقبتها، بحسب تعبيره.
وكان السكان يعانون من طريق القرية المهترئ ورغم مطالباتهم المتكررة للبلدية بترميمه كان الجواب الذي يتلقونه أن قلة الميزانية عائق أمام ذلك.
ليقوم سكان القرية في العام 2022 بتقديم 40% من تكلفة ترميم الطريق للبلدية التي قدمت الآليات والعمال ورممت الطريق.
وجهة سياحية
قرية جارودية اليوم هي من إحدى الوجهات السياحية التي يقصدها سكان المنطقة خلال الربيع.
وإلى جانب الأشجار واللون الأخضر الذي تتزين بها القرية خلال الربيع، تضم جارودية ينابيع يقول سكان القرية إن مياها “أطيب ما في الدنية” في إشارة إلى عذوبتها.
وتقول ناريمان حسن، وهي من سكان القرية إنهم يتعاونون سنوياً لتنظيف الينابيع.
وتضيف “لا نطلب المساعدة أو ننتظرها من أحد, نلبي ما تحتاجه قريتنا خلال مساعدة مغتربي القرية وجهود سكانها”.