بقلم شون دورنز
لمجلة واشنطن إكزامينر
تتأجج الصراعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط حيث تقاتل إسرائيل حماس في غزة بينما تحاول ردع حرب واسعة النطاق مع حزب الله في لبنان، وفي هذه الأثناء يقوم وكيل إيراني آخر “الحوثيون” بإعاقة حركة الشحن في البحر الأحمر، ولكن هناك مشكلة أخرى تلوح في الأفق في سوريا.
في عام 2015، توقع الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما أن التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية سيكون “مستنقعاً” لموسكو، لكن حدث العكس، حيث عملت روسيا وإيران معاً لإنقاذ الديكتاتور السوري بشار الأسد والآن يقوم وكلاء إيران الذين دربهم الحرس الثوري الإيراني، باستغلال ما تعلموه في سوريا لمهاجمة حلفاء أمريكا في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل ودول الخليج.
سوريا اليوم هي مستعمرة إيرانية، وقد تخلى الأسد إلى حد كبير عن السيطرة لرعاته، مما سمح للطائرات الروسية بالسيطرة على سمائه وللميليشيات المدعومة من إيران بتهريب المخدرات والأسلحة، بما في ذلك الذخائر الموجهة بدقة عبر الأراضي السورية.
ترك الغزو الروسي لأوكرانيا الباب مفتوحًا أمام إيران لبسط نفوذها بشكل أكبر، خطط إيران لسوريا واضحة، يريد الثيوقراطيون الحاكمون تحويل الدولة الشامية إلى قاعدة لمهاجمة إسرائيل، حيث تسعى طهران لغمر إسرائيل في “حلقة نار”، تحيط بالدولة اليهودية، مثل الثعبان بوكلائها، كما ويرغب “الملالي” في جعل سوريا خط المواجهة.
لسنوات وربما لعقود، كان لبنان محور خطط إيران حيث أن حكم البلاد بيد حزب الله، الوكيل الأول لإيران، وهو مصنف كمجموعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة ويمتلك أسلحة أكثر من العديد من الدول مثل الجماعات الأخرى المدعومة من إيران، واستخدم حزب الله مراكز السكان المدنية، سواء في جنوب لبنان أو بيروت، لتخزين الذخيرة وشن الهجمات.
ومع ذلك نرى أن إيران وحزب الله يواجهان قيودًا في لبنان، ففي أغسطس 2020 انفجرت كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وازدياد الاستياء الشعبي، ومن غير المستغرب أن الحكومة اللبنانية فشلت في إجراء تحقيق عادل ومحايد في الانفجار، محاولةً تغطية الأمر بالكامل بينما تتوسل المساعدة الغربية، وتعاني الأوضاع المالية في لبنان أيضًا، مع تفشي التضخم ونقص الطاقة الذي يضاهي الفساد المستشري.
على النقيض من ذلك، تقدم سوريا قيودًا أقل وبدعم من الأسد وأجهزته الأمنية القاسية، حيث تتمتع إيران بمزيد من الحرية التشغيلية في البلاد، ولابد من الإشارة إلى أن الشعب السوري الذي تم قتله بما في ذلك باستخدام الأسلحة الكيميائية، يعلم ما يرغب الأسد وداعموه في القيام به للحفاظ على قبضتهم على السلطة، وتدرك طهران جيدا هذه الحقيقة، لعدة سنوات قام الحرس الثوري بنقل أسلحة، بما في ذلك ذخائر دقيقة التوجيه عبر الأراضي السورية، حيث ردت إسرائيل بشن ضربات مستهدفة، بما في ذلك في مطار دمشق، رسالة اسرائيل كانت واضحة وهي: “نحن نراك”.
أظهرت إسرائيل أنها على علم بطموحات إيران في سوريا، لكن الولايات المتحدة لم تفعل ذلك في أحسن الأحوال، عاملت إدارة بايدن سوريا إلى حد كبير بالإهمال، على ما يبدو على أمل أنه إذا تجاهلت ما يحدث في البلاد، فإن الأسد وإيران سيختفيان.
حتى أن العديد من حلفاء أميركا العرب حاولوا التعامل مع النظام السوري، لكن كما لاحظ أندرو تابلر، الخبير السوري البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مؤخرًا: “لقد فشل عام من التعامل العربي مع الأسد”، يجب على دول مثل الأردن ومصر إعادة المعايرة، ويقترح تابلر على أن مجلس الشيوخ الأميركي ينبغي أن يمرر قانون مكافحة التطبيع مع نظام الأسد، والذي تم الموافقة عليه بأغلبية ساحقة في مجلس النواب.
لا ينبغي لحلفاء الولايات المتحدة ملء خزائن الأسد، لقد أعلن الديكتاتور ورعاته الإيرانيين عن خططهم بوضوح، ويجب على الولايات المتحدة مواجهتهم، وليس تجاهلهم أو تمكينهم.