من ضحايا الإهمال الطبي.. قصة بركات النازح من دير الزور
القامشلي – نورث برس
على دراجته النارية التي يقودها بقدم واحدة، يتذكر بركات الحمد من سكان مدينة البوكمال بريف دير الزور كيف أدى الإهمال الطبي لتغيير حياته.
وتعرض الرجل البالغ 38 عاماً لطلقة نارية خلال الاشتباكات بين فصائل معارضة مسلحة وقوات حكومية عام 2012. ومنذ ذلك الحين بدأت الأخطاء الطبية تتراكم في حياته.
وبالرغم من خضوعه للعلاج في مشافي المدينة، إلا أنه لم يكن محظوظاً بما يكفي ليتجنب سلسلة الإهمال الطبي. حيث اضطر إلى التنقل بين مستشفيات متعددة في مختلف المدن، حتى وصل به الأمر في النهاية لبتر قدمه.
يستذكر الرجل لحظة أصابته قائلاً: كنت في الطريق لإنجاز عمل ما، أصبت بعدة طلقات في صدري وساقي”.
ويضيف لنورث برس: “بعد ذلك نقلت إلى المشفى حيث اجريت لي عملية جراحية، وفي يوم إزالة كيس السوائل (مفجر التصريف) طلبنا الطبيب الذي اجرى العملية، كان غاضباً لأنه كان يوم العيد، فقام بإزالة الكيس بقوة مما أدى لجروح والتهابات”.
بعد ذلك اليوم تحولت حياة الرجل، لسلسلة من الاجراءات الطبية في محاولة لعلاج الالتهابات الناجمة عن خطأ وإهمال طبي، “في النهاية بسبب الالتهابات والآلام التي سببها الطبيب بتر قدمي وأصبحت معاقاً”.

ما بعد الإعاقة
نزح بركات من البوكمال نتيجة احتدام الصراع المسلح بين الأطراف المتحاربة، وتنقل بين مدن الرقة، الطبقة وعامودا بحثًا عن الاستقرار الذي وجده أخيراً برفقة عائلته المكونة من زوجة وثلاثة أطفال بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا.
ولكن إعاقة الرجل منعته من مزاولة مهنته كفني في التمديدات الكهربائية، وشغفه بصيد الأسماك، مشيراً إلى أن حياته تغيرت بعد الحادثة.
ويضيف “تغيرت حياتي بالكامل، خسرت عملي بسبب إعاقتي، لم أعد أقدر أن اصعد سلماً أو أعمل في مهنتي”
ويشير: “في البداية كنت أتعذب من وضعي الجديد ولكن بعد مرور الزمن منحني الله إرادة قوية لاستمر لأجل عائلتي”.
وفضّل الرجل أن يبيع الخبز على دراجته النارية، متنقلاً بين أحياء المدينة بدلا من الجلوس بلا عمل، رافضاً أن يسمح للإعاقة بتحديد مسار حياته.
“لم استسلم، عشت حياتي وكأنني رجل كامل، تجاوزت إعاقتي”. يقول بركات.
وتربط منظمة الصحة العالمية الأخطاء الطبية الأكثر شيوعا بالتشخيص الخاطئ، الوصفات الطبية الخاطئة، إساءة استخدام الأدوية، وعمليات البتر الخاطئة للأطراف.
وفي حالة بركات يمكن تصنيفه على أنه إهمال طبي بسبب تقصير من الكادر الطبي في تقديم الرعاية الصحية التي ألحقت الضرر به.
ويختم بركات حديثه قائلاً: “أتمنى أن يشعر الأطباء بنا، أن يروا حالتنا، أن يتعاملوا مع المرضى من منطلق إنساني وواجب أخلاقي”.