ماذا قدمت منظمات المجتمع المدني لتحسين الواقع الصحي في شمال شرقي سوريا؟

القامشلي – نورث برس

على الرغم من تواجد عدد كبير من المنظمات المحلية والدولية العاملة في شمال شرقي سوريا، فإن قلة منها تركز على تقديم الرعاية الصحية والنفسية للمرضى.

فيصل العزو، الشاب الذي ولد وترعرع في مدينة القامشلي، يتحمل معاناة مستمرة بسبب إصابته بمرض “الثلاسيميا” منذ ولادته، وهو مرض يتطلب عمليات نقل دم دورية بالإضافة إلى توفير التحاليل والأدوية بشكل دائم.

ويشير العزو في حديثه لنورث برس، إلى صعوبات يواجهها في تأمين الدم، حيث يتوجب عليه الاعتماد على بنك الدم الوحيد المتوفر في القامشلي، ويقع في مناطق سيطرة الحكومة التي تعاني من نقص المتبرعين بسبب صعوبة الوصول لها.

ويعاني الشاب الذي بزغت شاربيه للتو، من تأمين متبرع للدم، حيث يحتاج لنقل الدم 3 مرات خلال الشهر الواحد.

وبينما يستمر كفاح فيصل في تحمل نفقات التحاليل والأدوية، يطالب المنظمات والجمعيات بضرورة إنشاء بنوك للدم وتوفير خدمات صحية متكاملة لمساعدة المرضى المحتاجين في المنطقة.

مبادرة “أصدقاء الثلاسيميا”

من جانبه، يقدم الفني المخبري أحمد داليني برفقة مجموعة من الأطباء في مدينة القامشلي جهوداً تطوعية لمساعدة مرضى الثلاسيميا منذ سنة 2005.

ويقول لنورث برس : أكثر من 400 مريض يحتاج للرعاية”.

ويضيف “لا أحد يدعم هؤلاء المرضى، قررنا نحن أصدقاء الثلاسيميا مساعدة هؤلاء الأشخاص بشكل طوعي ومجاني”

 و”ًأصدقاء الثلاسيميا” مكونة مجموعة أطباء وصيادلة تسعى لتقديم الدعم الطبي والنفسي لهؤلاء المرضى في ظل “غياب دور المنظمات والجمعيات العاملة في المنطقة” حسب الفني.

ويشير داليني “حاولنا بكل جهد التواصل مع كل الجهات، لتقليل معاناة هؤلاء المرضى، وخاصة أنهم يحتاجون لرعاية دائمة”.

دور ضعيف.. وانعدام للمساواة

تعاني مناطق شمال شرقي سوريا من نقص حاد في الخدمات الصحية المقدمة من قبل المنظمات والجمعيات الدولية. في حين تركز قلة منها على تقديم الرعاية الصحية. كمنظمة الهلال الأحمر الكردي التي افتتحت نهاية العام الماضي 2023 قسماً في أحد المشافي المستحدثة خاصاً بمعالجة الأورام الخبيثة والتلاسيميا في القامشلي.

 لكن في وقت الحالي قسم الأورام فقط يخدم المرضى السرطان، بسبب قلة الدعم، بحسب مسؤولين في مركز الأورام الخبيثة.

ويقتصر خدمات بعض المنظمات المحلية، كمؤسسة زيان الحقوقية، على تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى.

يقول دلجان حسين وهو أحد المشرفين على العلاج النفسي في المؤسسة، إنهم يستقبلون سنوياً نحو 300 حالة تصنف ضمن الإضرابات النفسية.

وينوه إلى أنهم يقدمون خدمات نفسية وطبية وفيزيائية في حال كان المريض بحاجة لذلك. مشيراً لقلة الدعم المقدم لهم.

ومن جانبها تقول مآثر العباس وهي الرئيسة المشاركة لهيئة الصحة في مقاطعة الجزيرة بشمال شرقي سوريا، إن ” قلة قليلة المنظمات متعاقدة مع هيئة الصحة، مقارنة بعدد المنظمات المتواجدة في شمال شرقي سوريا”.

وتشير إلى انعدام المساواة في توزيع الخدمات الصحية من قبل المنظمات العاملة في شمال شرقي سوريا، “المنظمات الداعمة للقطاع الصحي تدعم الرقة ودير الزور، بحجة أن تلك المناطق تأثرت بالتنظيمات الإرهابية، بالرغم من أن مقاطعة الجزيرة مساحتها واسعة وتحتاج لدعم القطاع الصحي “.

وتضيف: “بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، فهي لا تقدم إلا دعم قليل بحجة عدم اعتراف الإدارة الذاتية دولياً”.

وفي ظل هذا الوضع، يدعو العاملون في القطاع الصحي إلى زيادة الدعم والتمويل للمنظمات المعنية، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الصحي وتحسين البنية التحتية الصحية في مناطق شمال وشرق سوريا.

إعداد وتحرير: محمد حبش