سكان دمشق بين خبز السوق السوداء وطوابير الأفران الطويلة

صفاء سليمان – دمشق

تعيش شوارع العاصمة دمشق ظاهرة بيع الخبز على يد مجموعة من الأشخاص قرب كل مخبز، ويرجع سبب هذه الظاهرة إلى التقنين الصارم لبيع الخبز عبر البطاقة الذكية

ويعبر إبراهيم، وهو مدرس يعيش في دمشق، عن امتعاضه من صعوبة الحصول على الخبز عبر البطاقة الذكية حيث يتوجب عليه الانتظار لساعات طويلة أمام المخبز.

وأدرج مادة الخبز على البطاقة الذكية بقرار من مجلس الوزراء التابع للحكومة السورية عام 2020، ليحصل كل شخص على اربع أرغفة. وقد انخفضت الكميات المخصصة تباعاً لتصل إلى رغيفين لكل شخص.

ويقول: “هؤلاء الباعة يدخلون الفرن أمام أعيننا ويخرجون عشرات الأكياس ونحن نقف ساعات لنحصل على مخصصاتنا، دون أن نستطيع معارضتهم”.

ويتساءل: “كيف يمكنهم فعل ذلك عدة مرات؟ لقد مللنا من هذا السؤال”، مضيفاً أنه لا يستطيع من جهة لوم هؤلاء الباعة أيضاً “كونهم يبحثون عن مصدر رزق لهم ولعائلاتهم ولكنهم يضرون بالآخرين ويسلبون حقوقهم من جهة أخرى”.

ويشير إلى أن عمليات البيع خارج المخابز (السوق السوداء) تحدث على مرأى السلطات دون محاسبة.

ويباع ربطة الخبز خارج نطاق المخابز الرسمية والتي تحتوي على سبعة أرغفة بأسعار تتراوح بين خمسة إلى ستة آلاف ليرة سورية، بينما يباع بـ 400 ليرة سورية عبر البطاقة الذكية.

ويوجد في العاصمة دمشق نحو 27 مخبزاً منها تلك التي تديرها مديرية المخابز بشكل مباشر  وأخرى تسمى مخابز احتياطية يديرها متعهدون وتقدم لهم مديرية المخابز المحروقات والدقيق المدعوم.

من جانبه يؤكد محمد، من سكان دمشق، أنه هناك اتفاق بين هؤلاء الباعة وأصحاب المخابز، مشيراً إلى أنه يضطر لأخذ إجازة من العمل ليستطيع تأمين مخصصاته من الخبز.

ويطالب الرجل بمحاسبة هؤلاء الباعة وأصحاب المخابز كون عملية البيع غير شرعية ويتطلب بيع الخبز ترخيصاً.

وأثناء محاولة نورث برس التواصل مع أحد الباعة، رفض الحديث مؤكداً أن بيع الخبر غير قانوني وقد يتعرض للمحاسبة.

تحرير: تيسير محمد