“نزرع ونحصد مع الخوف”.. مزارعون يخشون الحرائق “المفتعلة” على خطوط التماس شمال الحسكة

دلسوز يوسف – الحسكة

مع بدء موسم الحصاد لهذا العام، يتخوف المزارعون في شمالي سوريا من حرائق “مفتعلة” تقوم بها الفصائل المسلحة المعارضة المدعومة من تركيا على خطوط التماس بريف مدينة الحسكة.

على مدى الأسبوعين الماضيين، تصاعدت أعمدة الدخان من المحاصيل الزراعية ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل على خطوط التماس بريف بلدة تل تمر.

وقد أكدت الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة الأسبوع الماضي أن “الاحتلال التركي ومرتزقته يتعمدون حرق المحاصيل في الأراضي التي يحتلونها وصولاً إلى الطريق الواصل بين بلدتي تل تمر وزركان”.

حرق 90 دونم              

في بداية شهر أيار/ مايو الجاري، تسببت الحرائق بامتداد النيران من مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة، مما أدى إلى احتراق 90 دونما من الشعير على خط التماس، مما ألحق أضرارًا بالمزارع مصطفى نبي في قرية المسلطة شمالي تل تمر.

 يشير نبي أن محصوله احترق بالكامل، مضيفاً “لم أزرع أرضي منذ خمس سنوات خوفًا من الأعمال التخريبية للفصائل. هذا العام قررنا الزراعة، لكن عند قرب موعد الحصاد قام عناصر من الفصائل بحرقها أمام أعيننا دون قدرتنا على إطفاء الحريق”.

ويقول المزارع إن خسارته تقدر بنحو 8 آلاف دولار أمريكي.

ويشير أيضاً إلى أنه يملك أراضي زراعية نهبتها الفصائل، وتقوم بحصادها سنوياً دون أن يتمكن من فعل أي شيء أمام ذلك.

مخاوف مستمرة

من جهته، عبر المزارع آزاد ميرو، الذي يملك نحو 400 دونماً مزروعة بالقمح والشعير على خطوط التماس بريف البلدة، عن مخاوفه من امتداد الحرائق إلى محصوله أيضًا.

 ويقول: “نحن دائماً في حالة خوف بسبب وجودنا على خط الجبهة، وهذه الفترة هي فترة الحصاد ونحن متخوفون بسبب صرفنا مبالغ مالية كبيرة على الزراعة، فالدونم الواحد للأرض المسقية يكلف حوالي 150 دولار”.

 ويضيف: “نتمنى أن نحصد محصولنا دون حرائق، لكن هذا حالنا سنويا، نزرع في خوف ونحصد في خوف”.

فرق طوارئ

الحرائق المفتعلة ليست ظاهرة جديدة، إذ شهدت السنوات الماضية حوادث مشابهة، حيث اتهمت الإدارة الذاتية تركيا بالوقوف وراءها. ومع بدء الموسم الزراعي الحالي، شكلت الإدارة الذاتية فرق طوارئ لحماية المحاصيل من الحرائق في جميع مناطق شمال شرقي سوريا.

يقول أحمد حيدر، نائب الرئاسة المشتركة لمجلس منطقة تل تمر، إنهم اتخذوا العديد من الإجراءات والتدابير الاحترازية لمواجهة هذه الحرائق من خلال تشكيل لجان وفرق إطفاء، مشدداً على تسخير جميع الإمكانيات لتأمين محاصيل المزارعين.

وأخلت هيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مسؤوليتها عن تعويض المزارعين، ممن تُحرق أو تتضرر محاصيلهم.

أصدرت الهيئة تعميماً دعت فيه المزارعين بأخذ الحيطة والحذر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية محاصيلهم من الحرائق.

تحرير: محمد حبش