كيف تعمل الحكومة السورية على ضرب احتجاجات السويداء؟
السويداء – نورث برس
يتخوف ناشطون سياسيون وقادة في حراك السويداء جنوبي سوريا، من خطوات تصعيدية تعمل عليها الحكومة السورية من أجل ضرب وإنهاء الاحتجاجات المناوئة لدمشق منذ آب/ أغسطس الماضي.
وأرسلت القوات الحكومية نهاية الشهر الفائت، تعزيزات إلى السويداء عززت فيها قطاعاتها العسكرية والأمنية، وسط توقعات بالتصعيد ضد المحتجين.
وحذّر رئيس طائفة المسلمين الموحدين من التصعيد الحكومي مؤكداً على سلمية الاحتجاجات المطالبة بالتغيير السياسي في البلاد، مبدياً في نفس الوقت استعدادهم للدفاع عن أنفسهم.
ويوم أمس، عّين الرئيس السوري بشار الأسد، اللواء أكرم علي محمد، رئيس فرع أمن الدولة في طرطوس ونائب أول لمدير المخابرات العامة سابقاً، محافظاً للسويداء وهو ما يعزز مخاوف المحتجين وسكان في المنطقة.
وقال التلفزيون السوري، يوم الجمعة الفائت، إن “الجهات المختصة في السويداء قضت على خلية إرهابية من تنظيم داعش حاولت تنفيذ عملية إرهابية ضد المدنيين في أحد أحياء المدينة”.
ناشطون سياسيون من السويداء قالوا إن العملية التي تحدث عنها الإعلام الحكومي هي “مسرحية قديمة جديدة” تهدف خلالها القوات الحكومية إلى فرض السيطرة الأمنية على المدينة لاسيما بعد التعزيزات العسكرية.
سكان المدينة لم يتعرفوا على الشخص المزعم أنه في خلية تتبع لتنظيم “داعش”، وبعضهم قالوا إنه استأجر قبل شهر منزلاً في الحي دون الاختلاط مع أبنائه.
وتداول نشطاء على التواص الاجتماعي صوراً نشرتها منصات حكومية للعناصر المشاركين في العملية ويظهر فيها عنصر حكومي لا يرتدي الحذاء العسكري، وقالوا إن هذا الاستخفاف وهو أقل إجراء احترازي في هكذا عملية، “يدل على المسرحية الهزلية للنظام السوري”.
ومن ساحة الكرامة، قال الناشط السياسي مروان حمزة، لنورث برس، إنهم اعتادوا على التمثيلية التي أصدرتها القوات الحكومية، مستذكراً حادثة 2018 عندما أُرسل عناصر من تنظيم “داعش” إلى مخيم اليرموك في بادية السويداء وحينها راح ضحية الهجوم أكثر من 300 شخص.
وأضاف أن الحادثة وقتها، سبقها انقطاع كامل للكهرباء عن المنطقة.
وذكر حمزة أن “النظام يتخذ هكذا روايات كذريعة للتدخل العسكري في السويداء والالتفاف على الانتفاضة الشعبية وإخماد صوتها”، حسب تعبيره.