“زواج وعمل”.. مغادرون من مخيم الهول يكشفون خطط عودتهم للديار

مخيم الهول – نورث برس

بعد 7 سنوات من المكوث في مخيم الهول جنوبي مدينة الحسكة، يتشوق النازح علي مدلول إلى دياره شرقي دير الزور بعدما حزم أمتعته استعداداً للخروج برفقة عائلته.

ويتحدث مدلول (48 سنة) عن مشاعره قبل خروجه “حان الوقت للعودة إلى حياتنا الطبيعية مع أهلنا وأقربائنا، فمنذ نزوحنا لم أرى أمي”.

وغادرت عشرات العائلات السورية من قاطني مخيم الهول بريف الحسكة، الأربعاء الماضي، المخيم متجهين إلى مناطق سكنهم في دير الزور، وذلك بمبادرة من المركز السوري للدراسات والحوار بالشراكة مع برامج أميركية ووحدة إدارة معلومات مخيم الهول، وبضمانة من شيوخ ووجهاء العشائر في دير الزور.

“سأعود إلى مهنتي”

وهذه هي الدفعة الأولى خلال العام الجاري من العوائل السورية التي تُغادر مخيم الهول، وبخروجهم لايزال نحو 42 ألف نازح سوري ولاجئ عراقي وعوائل من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في مخيم الهول.

وكغيره عاش مدلول معاناة كبيرة داخل المخيم الذي يوصف بـ”القنبلة الموقوتة” نظراً لتكرار حوادث القتل والرعب من قبل خلايا “داعش” على مدار السنوات الفائتة.

ويشير النازح وهو أب لسبعة أولاد، لنورث برس، أن المخيم كان ينعم بالاستقرار عندما جاء، “ولكن مع جلب عوائل تنظيم داعش من الباغوز والسوسة تأزم الوضع كثيراً والحياة باتت صعبة بسبب الخوف وانعدام الأمن وإطلاق الرصاص في الليل، كما صار هنا حالات القتل والترهيب”.

ويلفت إلى أن الوضع استقر مؤخراً بعد العمليات الأمنية التي حدثت من قبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” داخل المخيم.

وعن خططه للحياة الجديدة بعد عودته، يقول: “سوف نعود إلى أراضينا وزراعتها، كنت أشتغل حلاقاً قديماً وسأعود إلى مهنتي وسأعلم أولادي المهنة”.

“سأكمل دراستي واتزوج”

وبينما كان العمال يسارعون بنقل الأمتعة إلى الشاحنات، كان الشاب حمزة جاسم ينتظر برفقة عائلته في منطقة الانتظار لاستكمال إجراءات الخروج للعودة إلى مسقط رأسه في بلدة الهجين.

ويتحدث الشاب ذو 19 عاماً عن تجربته داخل المخيم، “مقيم منذ خمس سنوات هنا، كانت معيشتنا مريحة في السنة الأولى لكن بعدها لم نرتح كثيراً بسبب قلة فرص العمل وعدم قدرتنا على الخروج والدخول براحتنا، ومستقبلنا كان مجهولاً”.

على غرار أقرانه المغادرين، يعتري جاسم السعادة بالعودة إلى منطقته بالرغم أن منزلهم تدمر بفعل الحرب، مشيراً إلى أنه سيسكنون عند أقربائهم.

ويتأمل جاسم أن تعوض الأيام التي عاشها داخل المخيم، ويتابع: “عند عودتي فأنا أخطط للعمل وإيجاد المسكن المناسب وإكمال دراستي والزواج بعدها”.

“أولادي لم يتلقوا التعليم”

بدورها تقول خميسة محمد التي تنحدر من قرية الخشام غربي نهر الفرات الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية بريف دير الزور، بأن عند عودتها ستسكن عند أقربائها شرقي الفرات نظراً لدمار منزلها بفعل الحرب قبل لجؤها للمخيم قبل 6 سنوات تقريباً.

وتتحدث محمد عن تجربتها بالمخيم “تعبنا من الإقامة هنا وخاصة أن وضع المخيم أصبح صعباً وأولادي لم يتلقوا تعليماً كافياً ولم يعرفوا عن الحياة خارجها والحياة المعيشية أصبحت صعبة”.

وبسعادة عارمة تعبر السيدة الخمسينية عن مشاعرها بالعودة إلى منطقتها.

واستطردت: “لكن بنفس الوقت غير مدركين لما هو منتظرنا في حياتنا الجديدة، ومتشوقون لرؤية أخوتنا وأهلنا لأننا لم نلتقي منذ زمن طويل”.

تحرير: محمد القاضي