سرقات وإتاوات أبرز ملامح موسم قطاف ورق العنب في عفرين

وفاء أحمد – عفرين

يتزامن بدء موسم قطاف ورق العنب في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وهي تحت سيطرة تركيا والفصائل المعارضة الموالية لها، مع مخاوف مالكيها من فرض الإتاوات، بالإضافة إلى حوادث السرقة المتكررة التي تنخرط فيها الفصائل.

ويعد موسم ورق العنب من المواسم المهمة للمزارعين في عفرين، حيث يقدر عدد أشجار العنب بحوالي خمسة ملايين، موزعة على قرى و نواحي المدينة، مما يجعلها واحدة من أهم المواسم الزراعية في المنطقة.

سرقات جماعية

ويدر هذا الموسم دخلاً جيداً للمزارعين، ويباع ورق العنب بأنواعه المختلفة في الأسواق المحلية، أشهرها: “دوكلكان مدور، وشامي أبيض طويل، وشامي أبيض قصير، وخلو، وكلبي، ودفيران، وسيفيكي”.

لكن يخشى المزارعون الذين تدهورت أوضاعهم الاقتصادية من تكرار ما حدث خلال المواسم السابقة حيث تعرضوا لسرقات متكررة وفرض الإتاوات من قبل مسلحي الفصائل.

وتقول خديجة، وهو اسم مستعار لسيدة مسنة من بلدة جندريس بريف عفرين، إن كل عام تتعرض كروم العنب التي تملكها العائلة لعمليات سرقة جماعية وتخريب من قبل عناصر فصيلي “أحرار الشام” و”أحرار الشرقية” اللذان يسيطران على البلدة حيث يقومون بقطف الموسم بشكل عشوائي.

وتشير لنورث برس، إلى أن المحصول كان يدر عليهم دخلاً مادياً جيداً ولكن منذ سيطرة تركيا رفقة الفصائل المعارضة الموالية لها “تغيّر الحال”.

وتضيف: “تصل قيمة الضريبة إلى نصف دولار على كل شجرة، بحجة أنهم يحمون مزارع العنب من السرقات التي تحدث”.

ويبدأ الموسم من منتصف شهر نيسان/أبريل حتى أواخر شهر حزيران/يونيو من كل عام، وبعد الانتهاء من جني أوراق العنب يباع في الأسواق ليخزن ويستخدم في تحضير الطعام في الشتاء.

ووصل سعر الكيلو الواحد من ورق العنب في بداية موسم القطاف إلى ما يقارب 2.63 دولار أميركي، بينما انخفض بعد مرور شهر على الموسم ليصل إلى قرابة 1.70 دولار.


أملاك النازحين  

وتختلف الإتاوات التي يفرضها مسلحو الفصائل المعارضة على مالكي المزارع عن الإتاوات التي تفرض على أملاك النازحين من عفرين.

ويتحدث ولات، وهو اسم مستعار لشاب من عفرين وهو وكيل رسمي لإدارة مزارع العنب لأقاربه النازحين في ناحية معبطلي بريف عفرين التي يسيطر عليها فصيل “العمشات”، عن أن إتاوات هذه المزارع تصل إلى 50% من صافي ربح المبيعات.

ويقول: “لا علاقة لهم بتكاليف الإنتاج التي نتحملها كل عام، يفرضون علينا نصف نسبة الأرباح سنوياً، إنهم يسرقوننا تحت أنظار الجميع، بحجة أنها أملاك المتعاملين مع القوات الكردية”.

ونزح أكثر من 300 ألف شخص من سكان مدينة عفرين وريفها جراء الاجتياح التركي للمنطقة، بحسب إحصائية للإدارة الذاتية.

وبالرغم من حصول ولات على التوكيل الرسمي لممتلكات أقربائه من المجلس المحلي في عفرين والحصول على الموافقة لإدارتها إلا أنه يتعرض للسرقة كل عام، مشيراً إلى أن الشكاوي التي يقدمها لا تلقى الاستجابة بحجة عدم وجود شهود.

وأصدر المجلس قراراً يقضي بمنع فرض الضرائب والإتاوات على المزارعين في مدينة عفرين، لكن ولات يؤكد أنه “لا سلطة فوق سلطة الفصائل”.

ليس هناك رادع

ومن جانبها تتحدث فريدة، وهو اسم مستعار لمسنة من سكان مدينة عفرين، عن قصتها حيث تعرضت للنهب من قبل عوائل الفصائل المستوطنة في عفرين الذين استغلوا هجرة أولادها.

وتقول لنورث برس: “أعيش بمفردي وأدير أملاك عائلتي، واضطر للاستعانة بالعمال لمساعدتي في موسم قطاف ورق العنب والزيتون”.

وتضيف: “العام الفائت، قمت بنقل العمال للكرم، وكانوا مجموعة من المستوطنين.وبعد الانتهاء من القطف وأثناء عودتنا لمدينة عفرين استغلوا كوني امرأة مسنة وقاموا بإنزالي من الجرار الزراعي وسرقوا مني كامل المحصول الذي جنيناه ولاذوا بالفرار”.

وأمضت المرأة أكثر من ساعتين للوصول إلى الطريق العام بعد أن أنزلوها على طريق ترابي ضمن حقول الزيتون، وحينما وصلت إلى عفرين قدمت شكوى ضدهم ولكنهم نفوا ذلك بحجة عدم وجود شهود.

تحرير: محمد حبش