ارتفاع درجات الحرارة وتقلص المساحات الخضراء.. كيف تتصدى الإدارة الذاتية لذلك؟

دلسوز يوسف – الحسكة

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوقاً في درجات الحرارة وتقلصاً في المساحات الخضراء بمناطق شمالي شرقي سوريا مما أثر سلباً عليها في ظل تراجع نسبة الهطولات المطرية.

ويعود ذلك وفق مختصين، إلى القطع الجائر للأشجار خلال سنوات الحرب السورية التي بدأت منذ حوالي 13 عاماً، ما أدى إلى تراجع المساحات الخضراء.

وعملت الجهات المعنية في الإدارة الذاتية بالتنسيق مع العديد من المنظمات المحلية، القيام بمبادرات عدة خلال الآونة الأخيرة لزراعة الأشجار في المنطقة.

حملات للتشجير

يقول المهندس لقمان بدر، مسؤول قسم الغابات والمحميات في إقليم الجزيرة، بأنهم بدأوا بحملة للتشجير مشتركة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني بالحسكة، للحفاظ على البيئة.

وعملت الإدارة الذاتية في الفترة الماضية، على إنشاء غابة اصطناعية ومشتل في ريف مدينة الحسكة، بهدف التصدي لتقلص المساحات الخضراء وإعادتها للمنطقة.

ويشير بدر إلى أنه يوجد عدة حقول تعود ملكيتها للمواطنين قاموا بقطع الأشجار للاستفادة من خشبها في الشتاء، مشدداً على أن ذلك “يتم بالتنسيق معنا وقد تم مسبقاً وضع نظام لها ولكيفية نقلها أو بيعها والاتجار بها في منطقتنا”.

ويضف لنورث برس: “ما عدا القطع الجائر من قبل الأشخاص في المنطقة، حيث يتم محاسبتهم حسب قوانينا”.

ويوضح مسؤول قسم الغابات والمحميات: “نفعل ما نستطيع لمواجهة تقلبات المناخ حيث نقوم بزيادة عدد الأشجار المزروعة وخاصة بمحمياتنا الأساسية سنوياً”.

ويبين أنه “يتم وضع خطط لخمس إلى ست سنوات قادمة لزيادة عدد الأشجار المزروعة ضمن المدن وإنشاء محميات جديدة في مناطق جديدة وذات مساحات واسعة”.

ويذكر أن تم توزيع ما يقارب من 40 ألف شتلة من الأشجار إلى المؤسسات المدنية وكومينات القرى في إقليم الجزيرة، جميعها “مجاناً”.

ويقول: “قمنا بزيادة عدد الشتلات المزروعة في المحميات أيضاً على حسب استطاعة الإدارة، وقد بلغت ما يقارب 60 ألف شجرة”.

ارتفاع درجات الحرارة

قبل أربع سنوات، احتلت مدينة الحسكة المرتبة الأولى عالمياً بأعلى معدل في درجات الحرارة، بعدما وصلت إلى 50 درجة مئوية.

وتسبب قطع الأشجار وغياب المساحات الخضراء، إلى تعرض الحسكة باستمرار إلى عواصف غبارية ولا سيما زيادة المساحات الصحراوية في ريف المدينة.

وتقول روفند عبدو، وهي مهندسة بيئية من الحسكة، أن مناطقهم تعرضت لآثار التغيرات المناخية مما أثرت بارتفاع درجات الحرارة.

وتوضح: “الشجر له أهمية كبيرة في محاربة هذه الكارثة البيئية، كونها تنقص درجات الحرارة ويعدل الجو ويزيد الرطوبة وهي مصدات للرياح والغبار ويزيد الأوكسجين ويأخذ الملوثات من الهواء”.

وتشدد عبدو لنورث برس، على أن القطع الجائر للأشجار خلال الحرب السورية أدت لارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف.

وتضيف: “الأشجار تسبب تشكل الغيوم وهطول الأمطار بالتالي نقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة تأثر على المحاصيل الزراعية وحتى الإنسان، حيث ازدادت نسبة الأمراض فكل مكونات البيئة تتأثر بارتفاع درجات الحرارة”.

وتبين أن الأشجار هي أحد مقومات الحياة “إهمالها يعني أننا أمام كارثة بيئية قادمة”.

تحرير: محمد القاضي