زانا العلي – الرقة
بدأت هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا وبالتعاون مع عدد من الشبان والنشطاء من مدينة الرقة بترميم سور الرقة الأثري.
وسور الرقة الأثري، الذي يبلغ طوله خمسة كم، يحتضن داخل أسواره مساحة تاريخية تبلغ 1.47 كيلومتر مربع، إلى جانب عشرات المواقع الأثرية التي تأثرت بشكل كبير خلال سنوات الحرب، حيث تعرضت لأضرار جسيمة في حدائقها وأجزائها المعمارية، وقد قامت الإدارة الذاتية بإصلاح بعض الأضرار بشكل جزئي.
وتقول سرفراز شريف الرئيس المشارك في هيئة الثقافة التابع للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إنهم بدأوا بترميم المرحلة الثانية من سور الرقة منذ العشرين من الشهر نيسان/ أبريل الماضي، بينما بدأت المرحلة الأولى العام الماضي وكانت عبارة عن ترميم الجدران الواصلة بين خمسة أبراج
وأضافت شريف أن المرحلة الثانية هي ترميم الجدران بين برجين آخرين بـ 40 ألف لبنة.
وتعتبر الرقة منطقة تاريخية تزخر بمواقع أثرية تعود لفترات مختلفة، بدءاً من العصور القديمة مروراً بالعصور الإسلامية، ومن بين هذه المواقع موقع الرصافة وقلعة جعبر وسور الرقة الأثري.
ويوجد أكثر من 550 موقع أثري في المدينة والريف، لكن تعرضت أغلبها وخاصة المتواجدة في الريف إلى عمليات جرف للتربة وأعمال الحفر السرية.
وأشارت المسؤولة إلى الدور الرئيسي للشباب دور الشباب في الحفاظ على تراث المنطقة ومن هنا جاءت مبادرة مناشدة الشباب للمشاركة في عملية الترميم
وكانت الحملة عبارة عن نقل كميات من حجر اللبن والقرميد من قبل الشباب إلى موقع ترميم السور الذي يقع في الجهة الشرقية من المدينة.
وبحسب سرفراز أن هيئة الثقافة وضعت خطة مستقبلية لإعادة ترميم عدة مواقع أثرية على مستوى شمال وشرق سوريا تعرضت للتخريب والدمار.
ولدى هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا مشروع بناء متحف يوثق بالصور الفوتوغرافية انتهاكات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في المواقع الأثرية في مناطق الإدارة الذاتية.
وقال علاء العبو، ناشط مدني من الرقة شارك في مبادرة ترميم سور الرقة الأثري، إن أغلب المواقع الأثرية إبان سيطرة الفصائل في بداية الأحداث وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” تعرضت للدمار، والحفاظ عليها واجب يقع على عاتق الجميع.
وأضاف العبو لنورث برس إن دمار المواقع الأثرية هو دمار ثقافة وتاريخ المنطقة العريق.
ويطالب بإعادة ترميم وتأهيل جميع المواقع الأثرية التي تعرضت للدمار والتخريب.
ويصف العبو سور الرقة وقصر البنات وقلعة جعبر وموقع هرقله الأثري على أنها رموز مدينة الرقة الأساسية ويجب الحفاظ عليها.
وشهدت الرقة قبل 2012 حملات تنقيب أثرية وبعثات أجنبية ومحلية بقصد التنقيب عن أثارها ودراسة مواقعها وتاريخ الحضارات التي مرت عليها.
ولكن هذه الحملات والبعثات توقفت منذ بدء الحرب في سوريا، بحسب باحثي آثارٍ في الرقة.
ويعتبر موقع “توتل” تل البيعة شرقي الرقة وموقع “هرقله” غربي المدينة وسور الرقة وقصر البنات من المواقع الأثرية المهمة في المنطقة.