“نعرف ما فعلوه بنا”.. سريان الجزيرة يطالبون بمحاكمة عناصر “داعش”
دلسوز يوسف – الحسكة
مع موجة إعادة الدول لرعاياها من أفراد وعائلات تنظيم “داعش” بعد هزيمته في شمال شرقي سوريا، تتجدد مطالب سريان الحسكة بمحاكمة هؤلاء العناصر في المنطقة قبل إرسالهم إلى بلدانهم.
وتعود رغبة السريان في محاكمة عناصر التنظيم في المنطقة إلى المعاناة التي عاشوها خلال سنوات سيطرتهم على أرضهم، قبل هزيمتهم في عام 2019. فقد تعرضوا للظلم والاضطهاد خلال حكم التنظيم، حيث هاجر الآلاف منهم وتعرضت كنائسهم للتدمير وثرواتهم للنهب والسرقة.
وقبل بدء الأزمة السورية، كان عدد السريان يبلغ حوالي 2.2 مليون نسمة، إلا أن هذا العدد تناقص مع بداية الأزمة ليصل إلى ما يقارب المليون، مع وجود نحو 60000 منهم في مناطق الحسكة والقامشلي.
وللسريان مشاركة واسعة في مؤسسات الإدارة الذاتية من خلال حزب الاتحاد السرياني إلى جانب المجلس السرياني العسكري وقوات سوتورو اللتان شاركتا في محاربة داعش برفقة قوات سوريا الديمقراطية.
“يجب محاكمتهم هنا”
يقول جرجس إبراهيم، وهو سرياني يسكن حي الناصرة بالحسكة، “لا يمكننا أن نقبل بأن يأتي الآخرون ويستولوا على حقنا بعد معاناتنا الطويلة”.
ويضيف: “يجب أن يحاكموا هنا قبل عودتهم إلى بلدانهم، فنحن نعرف جيداً جرائمهم ولا نثق بقدرة الدول على محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة الحقيقية.”
ويشير المسن السبعيني إلى أن عناصر داعش وعوائلهم يشكلون خطراً على المجتمع الدولي ويجب محاسبتهم وتحقيق العدالة بالنسبة للضحايا، قائلاً “لا نقبل أن يفروا من العدالة، هم بمثابة قنابل موقوتة” .
من جانبها تقول نوال سلوم، وهي أيضاً سريانية تعيش في الحسكة، بأنهم كانوا شاهدين على الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في الحسكة وقراها، ولا سيما في حوض الخابور بحق السكان من تهجير وقتل واختطاف.
وتشير إلى أن “داعش” تنظيم “خطير وإجرامي”، قائلةً: “من غير المعقول أن تستعيد الدول لرعاياها دون محاكمة حتى الآن”.
“ليست رغبة في الانتقام”
أما مها شابو، فتشير إلى أن السريان ليسوا الوحيدين الذين عانوا من جرائم التنظيم، بل كانت جميع المكونات السورية تحت طائلة القمع والاضطهاد.
وتقول: عانينا من التهجير والقمع منذ مجازر سيفو، وخلال الحرب عانينا من تنظيم داعش الذي يحمل نفس الفكر المتطرف، لقد تهجرنا وسبي نسائنا واعتدي على كنائسنا”.
وتشير شابو بأن عناصر التنظيم الذين تأخذهم دولهم من مناطق شمال شرقي سوريا، لم يعرضوا على المحاكم بعد.
وتؤكد أن المطالبة بمحاكمة عادلة لعناصر داعش “تأتي استجابة للظلم الذي عاشوه، وليس مجرد رغبة في الانتقام”.
وتشير تقارير حقوقية إلى وجود نحو 10 الآلاف معتقل من عناصر التنظيم في سجون قوات سوريا الديمقراطية بعد هزيمة التنظيم في آخر جيوبه ببلدة الباغوز في آذار / مارس 2019.
وأعلنت الإدارة الذاتية في 10 حزيران/يونيو 2023 أنها تنوي محاكمة عناصر داعش الأجانب المحتجزين لديها وغالبيتهم ممن فرّوا من آخر معاقل التنظيم، “بسبب عدم تلبية المجتمع الدولي لنداءات ومناشدات الإدارة الذاتية”.
ووفقاً للبيان الذي صدر حينها بأنهم “سيقدمون عناصر داعش الأجانب إلى محاكمات علنية وعادلة وشفافة”. لكن المحاكمات لم تجري حتى الآن.