إيزيديون يطالبون بمحاكمة عناصر “داعش” قبل تسليمهم لبلدانهم

نالين علي – القامشلي

بعد حوالي 10 سنوات من هجمات تنظم الدولة الإسلامية “داعش” على الإيزيدين في مناطق شنكال، لا يزال الإيزيديون يعانون من آثارها على مستوى الأفراد والمجتمع، ومن هذا المنطلق يطالبون بمحاسبة عناصر التنظيم قبل تسليمهم إلى دولهم.

ولا يزال هناك العديد من المخطوفات في عداد المفقودات أو في قبضة التنظيم، ولا يزال مئات الآلاف من النازحين يقطنون في مخيمات بظروف صعبة، كما لا تزال عودة الإيزيديين إلى شنكال محدودة بسبب نقص الأمن والخدمات والتهديدات المستمرة من “داعش”.

وفي الثالث من آب/أغسطس 2014، اجتاحت “داعش”، منطقة شنكال في إقليم كردستان العراق، حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017.

“يجب محاسبتهم”

يقول فواز ايو عضو اتحاد إيزيدي سوريا، إن “موضوع محاكمة عناصر داعش مهم جداً بالنسبة لنا, ويجب محاسبهم على جرائمهم الإرهابية التي ارتكبوها بحق المكون الإيزيدي”.

ويوضح لنورث برس: “نطالب وبكل إصرار محاكمة عناصر داعش هنا في مناطق الادارة الذاتية  لشمال شرق سوريا, باعتبار أن جميع الجرائم ارتكبت في شنكال ونحن المعني الأول بمحاكمتهم”.

ويشير “ايو” إلى أنه “تفتقد الثقة لدينا بالمحاكم التي يزعمون بأنهم سيحاكمون في الدول الأوروبية, ومن خلال متابعتنا نرى بأن العناصر التي تم ترحيلهم إلى خارج شمال شرقي سوريا, هم الآن أحرار دون أي محاسبة على ما قاموا به من جرائم وقتل”.

ويشدد عضو اتحاد إيزيدي سوريا، على مطالبتهم للمجتمع الدولي بإجراء محاكمات جنائية بحق عناصر “داعش” هنا على الأراضي السورية.

وتقول مريم جندو، إدارية اتحاد إيزيدي عفرين، لنورث برس: “رأينا أعداد كبيرة من نساء الإيزيدين تم اختطافهم وقتلهم على يد عناصر داعش, هذا كان محل ألم بالنسبة لنا مشاهدة نساء بأعمار صغيرة تقتل وتمارس بحقها ابشع الانتهاكات”.

وتضيف: “نحن كمجتمع  إيزيدي نطالب بإجراء محاكمة دولية ومحاسبة عناصر داعش من كانوا سبب في سفك دماء الإيزيدين, كما نطالب المجتمع الدولي بحماية حقوق الإيزيدين لمنع تعرضهم إلى هجوم وإبادة أخرى”.

وتشير إلى أنه “الآن نحن على إصرار في محاولة جمع الإيزيدين هنا بمناطق شمال شرقي سوريا, لافتتاح مركز وإقامة محكمة رسمية وحقوقية معترفة بها بكافة الجهات لمحاسبة عناصر داعش”.

التسليم يتم حسب الاتفاقيات

تقول نالين رشو الرئيسة المشاركة للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، لنورث برس، إن  “عملية تسليم عناصر داعش لحكومات بلادهم تتم حسب الاتفاقيات الدولية بهذا الشأن”.

وتضيف: “نحن في البيت الإيزيدي على تواصل دائم مع الجهات المعنية في سبيل تحرير ما تبقى من المختطفات لدى تنظيم داعش”.

وتشير “رشو” إلى أنه من المهم بالنسبة لنا أن نحاول، بخصوص البلدان التي أخذت رعاياها من عناصر داعش, بأن يتم تأهيلهم وإعادة دمجهم بين المجتمع بعقلية سوية بعيدة عن التطرف والعنصرية”.

وتذكر الرئيسة المشاركة للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة: “اما بالنسبة لعملية تسليم عناصر داعش لبلادهم, نحن على ثقة تامة بالإدارة الذاتية ودورها الفعال في مكافحة التنظيم”.

وتوضح أن “ما يهم المجتمع الإيزيدي هو العيش بسلام وحرية مع المكونات الأخرى, وإبعاد العناصر المتطرفة لتجنب نشر ثقافة الكراهية والعنصرية”.

تحرير: محمد القاضي