المعارض السوري عمار الشيخ حيدر لـ نورث برس: سأواصل الإضراب حتى ألتقي ابنتي

اسطنبول – سامر طه – NPA
يستمر المعارض السوري واللاجئ في تركيا عمار الشيخ حيدر في إضرابه الثاني عن الطعام. ويهدف من خلاله لقاء ابنته، التي تفصله عنها أكثر من /8/ سنوات من الفراق، الذي حتَّمه اعتقاله وفرار عائلته نحو الأردن في العام 2010.
“نورث برس” كان لها لقاء في اسطنبول مع عمار الشيخ حيدر، وحاورته في أسباب الإضراب وتبعاته، إذ لخص حيدر أسباب الإضراب بفقدان الأمل ليسرد بعدها حالة اللاجئ، وما يشعر به ويلاقيه من مأساة، ولا مبالاة من الحكومات والمنظمات.
عمار الشيخ حيدر المتزوج ولديه ابنة واحدة، لم يلتقي بعائلته منذ أيار / مايو من العام 2010، إثر مغادرتهم لسوريا مباشرة إلى الأردن، لتحول الظروف دون لقاء يجمعهما، ويضيف الشيخ حيدر في حديثه عن حياته بأن “غياب العائلة سبب معاناتي”، ولو جرى تقديم مساعدة من دول الجوار وتوفير مكان يليق باللجوء، لما دفعه ذلك إلى محاولة اللجوء لأية دولة أوروبية.
كما أن الإضراب جاء على مرحلتين وفقاً لحديثه لـ “نورث برس”، أولهما بدأ ليلة الثاني من أيار / مايو، واستمر لمدة /6/ أيام، نتيجة ما وصفه الشيخ حيدر “بضغط من قبل الدائرة القريبة مني، بالإضافة لضغط من قبل بعض الأصدقاء الموجودين في كندا وأمريكا وبعض الدول الأخرى”، وكان مقابل وقف الإضراب هو الحصول على نتيجة خلال يومين وتكون استجابة سريعة، وأكد أنه عاد إلى الإضراب في الـ/10/ من الشهر ذاته، بعد نحو /48/ ساعة من مهلة منحتها لمن ضغط علي، من أجل الحصول على الموافقات.
ويهدف حيدر من الإضراب الذي راوده نتيجة العجز، الناجم بدوره عن انتظار طلب اللجوء الخاص به للتوصل لحل كامل لقضيته وقضية الكثيرين مثله، منوهاً إلى أن “الطلب نتيجته غير مضمونة”، وأن “خيار الإضراب هو الأقل سوءاً من ضمن كل الخيارات التي طرحتها على نفسي للتعريف بقضيتي وقضية كافة اللاجئين.”
 
كذلك يتحدث الشيخ حيدر من منزله في اسطنبول التركية، لـ “نورث برس” عن حقوق اللاجئين، ويسهب في حديثه، محاولاً إيصال رسالة ذات بعدين رئيسين وفقاً لتعبيره تمثلا بـ “المطالبة بالحقوق والاحتجاج واجب، بالأدوات الحضارية، وإيصال صوتي لأصحاب القرار بما يجري اليوم، لأن عودتنا إلى الوطن محفوفة بالمخاطر، والمجتمع الدولي ليس له خيار إلا مساعدتنا على العودة الآمنة، واختيار مشروعنا السياسي أو سيكون أمام امتحان أخلاقي.”
ولفت الشيخ حيدر إلى أن “هناك أكثر من /150/ ألف شخص في العراء، قد أكون أنا أفضل حالاً منهم، وعلى الأقل أنا هنا تحت سقف وهم الآن في العراء”، ليتحدث بعدها لـ “نورث برس”، عن أهدافه في “العمل بصمت”، وعن بحثه عن لاجئين آخرين قد ينضمون إليه، حتى يتمكنوا من التأثير على المجتمع الدولي والرأي العام، والتوصل إلى حل لمعضلة اللاجئين بشكل عام، واختبار استجابة المجتمع الدولي ومدى تمتعه بالإنسانية والأخلاق وللدفاع عن حقوق الإنسان والحريات.
عمار الشيخ حيدر نفى وجود مخطط زمني لإضرابه، مطالباً العالم بوضع سقف زمني لإنهاء معاناته، متعهداً أن يواصل احتجاجه بـ “وسائل حضارية والحرص على عدم إزعاج السلطات في البلد الذي يقيم فيه”، مؤكداً حقه في “احتلال بقعة صغيرة في إحدى الساحات لا يتجاوز مساحتها 2 متر مربع”، من خلال موازنته لقضية تصدير الإضراب من داخل منزله إلى الخارج.
الشيخ حيدر ختم حديثه لــ”نورث برس” حول ملف اللجوء والعراقيل الموجودة فيه، مؤكداً على أن الشعب السوري لم يكن إرهابياً يوماً أو من منتجيه، والإرهاب وإنتاجاته هو ما زاد من تعقيدات قضية اللاجئين وأعدادهم، وردد الشيخ حيدر مطالباته قائلاً: ” ارفعوا القهر وردوا المظالم، حينها لن يجد الإرهاب أرضية أو حاضنة، واللاجئون وخصوصاً الأطفال والمراهقين منهم، بدون اهتمام، يمكن لأي جهة أن تؤثر عليهم”، مضيفاً أن مجتمعنا الشرقي، معروف تاريخياً بأنه حاضنة رائعة للإنسان، منوهاً إلى حالات اللجوء السابقة التي حصلت، وخاصة عقب الحربين العالميتين الأولى والثانية، مع انعدام وجود نظام حينها يدعي “حماية الأقليات”، و”المدنية السورية، هي دائماً من كانت تحتضن حالات النزوح واللجوء القادمة تجاهنا.”