شمال شرقي سوريا.. العمل الإنساني ضحية الصراعات بين القوى العالمية

زانا العلي – الرقة

يتراجع الدعم عن القطاع الإنساني في شمال شرقي سوريا بشكلٍ مستمر مع ازدياد حدة الصراع بين الأطراف الدولية في الشرق الأوسط.

وتشهد المنطقة صراعاً بين إيران وأذرعها في المنطقة من جهة والقوات الأميركية وحلفائها وإسرائيل من جهة أخرى، الأمر الذي يتسبب بانقطاع الدعم عن المنطقة وتوجه أغلب المانحين إلى غزة وإسرائيل.

تأثر كبير

يقول علي العليص، المدير التنفيذي لمنظمة “أسفير”، إن الحياة اليومية للسكان في شمال شرقي سوريا تأثرت بشكل كبير نتيجة لقلة التمويل، وارتفاع معدلات البطالة والفقر ولكل ذلك تبعيات كون المنطقة لاتزال تتعافى من الحرب السورية وسيطرة التنظيمات المتطرفة على أجزاء كبيرة منها.

ويضيف لنورث برس، أن مستويات الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي انخفضت، نتيجةً لنقص التمويل الإنساني.

ويشير إلى أن المنظمات الإنسانية في المنطقة تواجه ضغوطاً كبيرة لتقديم الدعم والمساعدة للسكان المحتاجين نتيجة لنقص التمويل حيث خصصت مبالغ كبيرة من التمويل لمناطق الصراع في أوكرانيا وفلسطين.

ويقول العليص، إن قلة التمويل أدى إلى تفاقم الوضع لدى اللاجئين والنازحين في المنطقة، مما أدى إلى معاناة إضافية في توفير الخدمات الأساسية من مأوى وغذاء.

ويوصي الناشط بزيادة التمويل الإنساني وتعزيز الشراكات بين المنظمات الإنسانية المحلية والدولية والحكومات لتقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين لمواجهة التغير المناخي.

ويجب تعزيز الوعي حول الحاجات الإنسانية في المنطقة وتحسين عمليات التواصل والتوعية حول هذه الحاجات للتصدي للفكر المتطرف، والعمل على دعم الاستقرار المجتمعي، بحسب العليص.

ويشكل قلة التمويل الإنساني تحدياً كبيراً في شمال شرقي سوريا، ويتطلب التعامل معه بشكل عاجل وفعال لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة للسكان في المنطقة. وفقاً للناشط.

مخيمات بحاجة إلى دعم

تأثرت مناطق شمال شرقي سوريا من تداعيات حرب أوكرانيا والتوترات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة حرب إسرائيل في غزة ناهيك عن الاعتداءات التركية المستمرة واستهداف البنية التحتية، كل هذه الأحداث أدت إلى تأثير سلبي على الجوانب الإنسانية في المنطقة ونقص في التمويل أدت إلى تدهور في عملية التنمية وإعادة الاستقرار للمنطقة.

ويقول شيخموس أحمد، مدير مكتب شؤون المخيمات والنازحين في الإدارة الذاتية، لنورث برس، إن شمال شرقي سوريا، منطقة محاصرة وتحوي على مليون نازح.

وفي مناطق الإدارة الذاتية 17 مخيماً، “لا تعترف الأمم المتحدة إلا بخمس مخيمات وهي الهول، وروج، والعريشة، والمحمودلي، ونوروز”. بحسب المسؤول.

ويتواجد ستة مخيمات في الجزيرة، ومخيم واحد في دير الزور، ومخيم في الرقة، واثنان في الطبقة واثنان في منبج، وخمسة مخيمات في الشهباء، فضلاً عن المخيمات العشوائية في المنطقة.

ويضيف المسؤول، أن مليون شخص في  المخيمات وملايين من الناس من ذوي الدخل المحدود بحاجة إلى الدعم وخاصة مع قدوم الصيف وتأمين مياه الشرب النظيفة في المخيمات حالة ضرورية وبحاجة إلى دعم.

ويقول إن الصراعات الدائرة في المنطقة تؤثر بشكل مباشر على الواقع الإنساني وخاصة الصراع بين حماس وإسرائيل، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة قلصت عملها في شمال شرقي سوريا بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

وبحسب المسؤول، فإن الإدارة الذاتية تدير المخيمات بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات إنسانية غير رسمية في الأمم المتحدة.

وطالب أحمد مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية للمساهمة، بفتح المعابر مع الإدارة الذاتية وخاصة معبر اليعربية.

تحرير: محمد القاضي