دمشق – صفاء سليمان
في الموسم الدرامي لعام 2024، شهدت الدراما السورية تحسنا ملحوظا في الإنتاجية، حيث تم إنتاج حوالي 20 مسلسلاً، مما يمثل تقدماً عن العام السابق.
ومن خلال جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي، نجد أن آراء المشاهدين تنقسم إلى فريقين متنافرين. فبينما يُعبر بعضهم عن إعجابهم الشديد بعمل معين، يقوم آخرون بانتقاده بشدة.
وعلى الرغم من أن هذه الآراء تعكس انطباعات الأفراد العاديين فقط، يمكن للمختصين أن يحملوا آراء مختلفة قد تتفق أو تختلف مع تلك الآراء العامة.
أقرب إلى السينما
فيما يخص الأعمال الدرامية المحققة لهذا الموسم، يشير المخرج الشاب أسامة يونس إلى أن الرؤية البصرية لهذا العام كانت مميزة، حيث “تميز مسلسل تاج بأسلوب سينمائي” موضحاً أن النجاحات اللافتة للأعمال الدرامية تعزى بشكل أساسي إلى التمويل الجيد والفنانين المشاركين.
ويرى يونس ان التنافس الموجود بين الاعمال الدرامية والسباق لخلق الصورة الاجمل وصناعة وتكوين الاعمال الخالدة “في كل موسم نرى عنصر إبهار جديد واهتمام أكبر بالتفاصيل على المستوى الفني”.
الواقعية أقرب للمشاهد
يقول الكاتب الشاب جودت البيك الذي شارك بكتابة مسلسل الصديقات وعرض في هذا الموسم لنورث برس إن “مسلسل الصديقات مأخوذ من الواقع، وقد اخترت أسلوب الواقعية لأنه يؤثر أكثر على المتلقي نظراً لملامسته تفاصيل حياتهم اليومية”.
ويضيف، “نص الصديقات تحول إلى شخصيات من لحم ودم وارتبطت بالمشاهد وكانت قريبة منه”.
ويرى الكاتب ان اختيار المعالجة الخيالية لبعض الأعمال الدرامية يعطي الكاتب مساحات أكبر نظراً لعدم تقيده بحدود الواقع، “لكن المتابعون سيرتبطون بالأعمال الواقعية التي تحاكي حياتهم”.
قضايا متنوعة
يرى الناقد أحمد علي هلال أن الموسم الدرامي لعام 2024 شهد قضايا متنوعة، مما سيسهم في تعزيز ثقافة النص الدرامي بين الجمهور.
يشير الناقد إلى أن بعض الأعمال تنحى فيها الكتاب عن التقاليد، كمسلسل “اغمض عينيك” ومسلسل “العربجي”، حيث قاموا بتناول قضايا مجتمعية مختلفة وتحديد النظرة لمفهوم البطل الشعبي بطريقة مبتكرة.
وبالرغم من الإشادة بالأعمال الدرامية هذا الموسم، لم يسلم الموسم من بعض الانتقادات، خصوصاً فيما يتعلق بغياب الأعمال الكوميدية، الأمر الذي لاقى استياء بعض المشاهدين.
بالنهاية، يبقى الموسم الدرامي لعام 2024 تجربة فنية متنوعة، تناولت قضايا مختلفة واستحقت التقدير والنقد على حد سواء. حسب الناقد.