فتاح عيسى – منبج
يرى سكان مدينة منبج من سياسيون وإداريون وتجار، أن موقع المدينة الاستراتيجي وقربها من المعابر التجارية مع مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق سيطرة فصائل المعارضة جعلها بوابة تجارية لشمال شرقي سوريا.
فهد شلاش، وهو مسؤول مكتب العلاقات في حزب سوريا المستقبل في مدينة منبج، يقول إن منبج أصبحت بالنسبة لشمال وشرق سوريا، أشبه بمدينة حلب التي اشتهرت كمركز تجارية والعاصمة التجارية لسوريا قبل الحرب السورية.
فرص عمل
يرى السياسي أن الموقع التجاري للمدينة والحركة التجارية فيها، ساهم بتحسين الوضع المعيشي لسكان المدينة عبر إيرادات التجارة وتوفير فرص العمل لسكانها وللوافدين إليها.
ويقول لنورث برس: “استفادت آلاف الأيدي العاملة من الموقع التجاري لمنبج، التي ساهمت بتأمين فرص عمل وتحسين المستوى المعيشي، مضيفاً أن مركز المدينة التجارية تشهد نشاطاً في حركة البناء والعقارات.
بدوره يشير صدر الدين حميدي، وهو الرئيس المشارك لمديرية التجارة في مجلس منبج المدني، إن الحركة التجارية في منبج، ساهمت بزيادة النمو الاقتصادي بشكل عام، “إلا أن التهديدات التركية وتوقف حركة المعابر من أبرز المعوقات التي توجهها المدينة”.
ويضيف: “ساهم أن النمو الاقتصادي بتوفير فرص العمل لآليات الشحن وعمال التفريغ والتحميل إضافة إلى تأجير المستودعات وحركة الشحن التجاري لمسافات طويلة، ما يساهم في تحقيق انتعاش اقتصادي”.
نمو الاقتصادي
ويقول حميدي أن سن الإدارة الذاتية لقوانين تجارية ومتابعة الأسواق، ساهم بتعزيز النمو الاقتصادي والتجاري في المدينة، لافتاً إلى أن الغرفة التجارية في منبج منحت حتى الآن أكثر من ألف سجل تجاري لصحاب المحلات المتوسطة والصغيرة، كما أن مديرية التجارة منحت نحو 30 رخصة تجارية لكبار التجار الذين يستوردن المواد الأساسية.
ويذكر أن التجار في منبج يستوردون المواد الغذائية ومواد البناء والمواد الأساسية للصناعات والمنتجات الصناعية، بينما يصدرون فائض الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية.
تبادل تجاري
من جهته يقول عبد الكريم جالو، وهو تاجر من منبج، إن البضائع التجارية تدخل بشكل يومي إلى مدينة عبر المعابر التجارية، وتخرج منها باتجاه المدن الأخرى في شمال شرقي سوريا.
ويضيف أن هناك تبادل تجاري مع مناطق في أقصى شمال شرقي سوريا حيث تصل بضائع تجارية من العراق إلى مدينة منبج عبر القامشلي، بينما يتم إرسال بضائع تجارية تركية وأوربية من منبج إلى مدن كوباني والحسكة والقامشلي والرقة.
ويشير التاجر إلى أنهم يواجهون بعض العوائق المتعلقة في عملهم، والمتمثلة بالإغلاق المبكر للحواجز بين مدن شمال وشرق سوريا وخاصة حاجز جسر قره قوزاق، مطالباً الإدارة الذاتية بتقديم تسهيلات أكثر فيما يتعلق بهذا الموضوع.
ويذكر جالو أن الحركة التجارية في منبج ساهمت بالتخفيف من البطالة في المدينة إلى درجة كبيرة، كما ساهمت بتحقيق فرص عمل لأصحاب آليات من منبج وخارجها للعمل في مجال شحن البضائع التجارية.
ويضيف جالو أن الحركة التجارية ساهمت في زيادة عدد الأسواق التجارية في المدينة وريفها، حيث كانت الأسواق في المدينة في السابق تقتصر على “السوق المغطى”، بينما انتشرت الأسواق في اغلب أحياء المدينة حالياً.