دلسوز يوسف – الحسكة
شهدت زراعة الخضروات داخل الأنفاق المغطاة في ريف الحسكة، شمالي سوريا، تقلصاً في عدد مساحاتها بشكل ملحوظ خلال العام الجاري، نتيجة تحديات تواجه المزارعين من ناحية التكلفة الزراعية.
ورغم أن المحصول يندرج ضمن الخطة الزراعية السنوية لدى هيئة الزراعة والري في شمال شرقي سوريا، إلا المزارعين يؤكدون غياب الدعم من ناحية المحروقات والبذار والأسمدة التي شكلت أعباء إضافية، في ظل تعرض المنطقة لموجات الجفاف خلال السنوات الأخيرة.
وبدأ المزارعون بجني ثمار محاصيلهم من الخضروات وأبرزها الخيار والبندورة منذ نحو أسبوعين، ويتم تسويقها إلى سوق الهال المركزي في الحسكة.
زراعة دخيلة
تعتبر زراعة الخضروات ضمن الأنفاق من الزراعات الدخيلة إلى مناطق الجزيرة السورية، حيث انتشرت عقب الحرب السورية.
ويقول حازم حاتم، مزارع من قرية الشلاشية شمالي الحسكة، إنهم تعلموا فكرة الزراعة في الأنفاق من قبل مجموعة نازحين ينحدرون من مدينة إدلب منذ نحو 10 سنوات، قبل أن تنتشر زراعتها في المنطقة عموماً.
ويبدأ المزارعون بزراعة الشتول في شهر شباط/فبراير، ويتم تغطيتها بالنايلون بعدها بشهر، قبل بدء موسم القطاف في منتصف نيسان/أبريل، ويستمر حتى شهر آب/أغسطس، بحسب المزارعين.
وباتت تزرع خضروات الأنفاق في 15 قرية تقريباً بريف الحسكة، ضمن مساحات محدودة تقدر بنحو 150 دونماً سنوياً، وفق مسؤولين في مديرية الزراعة ببلدة تل تمر شمالي الحسكة.
ويشير حازم، بينما يساعد مجموعة عمال بوضع إنتاجه من الخيار داخل أكياس بالقرب من حقله قبل طرحها في السوق، إلى الصعوبات الزراعية التي يواجهونها.
ويقول لنورث برس: “التكاليف باتت باهظة، حيث ارتفعت أسعار معظم المواد اللازمة للزراعة من النايلون والحديد وأجور اليد العاملة، التي باتت تستهلك مصاريفها نصف الإنتاج تقريباً”.
ويوضح المزارع العشريني، الذي يزرع الخيار ضمن مساحة خمسة دونمات، أنه بدأ بجني المحصول منذ نحو 15 يوماً، مؤكداً بأن الإنتاج جيد يصل لنصف طن تقريباً في كل دفعة.
وبحسب المزارعين، أنهم يجنون محصولهم كل ثلاثة أيام تقريباً، حيث يزرع الخيار والبندورة والباذنجان في المنطقة.
تراجع المساحات
ورغم نجاح زراعتها، يشكو المزارعين من قلة الدعم وغيابها من قبل الجهات المعنية، مما دفعهم إلى تقليص المساحات المزروعة.
كما الحال بالنسبة للمزارع أكرم العلي، من قرية سيحة شمالي الحسكة، الذي دفعه ارتفاع تكاليف الزراعة إلى تقليص مساحة حقله، بسبب عدم توفر المحروقات وارتفاع أسعار الأسمدة والبذار وشبكات الري بالتنقيط وغيرها.
ويقول المزارع الخمسيني ، بينما ينهمك مزارعون خلفه بجني محصوله من الخيار، لنورث برس، أنه قلص مساحات الخيار من 30 دونماً العام الماضي إلى 10 دونمات فقط هذا العام.
وأضاف: “مجبرين على تقليص المساحات لنتمكن من تحمل تكاليفها”.
وبين أن سعر حراثة الأرض وصلت 100 ألف ليرة سورية للدونم والبذار نحو 30 $ للدونم (450 ألف ليرة) والنايلون نحو 50 دولار للدونم (750 ألف ليرة)، ما عدا شبكات الري وأجور العمال والنقل وغيرهم.
وتابع: “اضطررت إلى وضع ألواح الطاقة الشمسية بالدين كحل بديل للمحروقات، وذلك للاستمرار بالعمل كون منطقتنا أغلبها تعيش على الزراعة، فهي مصدر لقمة العيش بالنسبة لي ولجميع العوائل العاملة ضمن الأرض”.