سياسي من السويداء: إيران تلحق مصالحها الآنية في صراعها مع إسرائيل
السويداء – نورث برس
قال ناشط سياسي من السويداء، لنورث برس، الثلاثاء، إن إيران حليف المصالح الآنية وتستثمر في هذ التبدلات الإقليمية لمصلحة المشروع الإيراني الفارسي.
ويتزايد القلق جنوبي سوريا من الانتشار المكثف للفصائل الإيرانية، ويعود هذا القلق بشكل كبير إلى التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى مواجهة مسلحة بين الطرفين بعد استهداف إسرائيل لقيادين في الحرس الثوري بالقنصلية الإيرانية بدمشق.
وتقع السويداء على الحدود مع الأردن وبالقرب من الحدود الإسرائيلية، مما يجعلها هدفاً رئيسياً للاهتمام الاستراتيجي لكل من إيران وإسرائيل.
وفي ظل الصراع الدائر على الأرض السورية ومنطقة الشرق الأوسط، تبقى هناك مجموعة من الفرضيات التي قد تكون صحيحة في جانب ما، بينما تبقى للدلالات والمعطيات الأثر البارز والأهم في شرح الصراع.
فرضيات متعددة
يشير الدكتور في الفيزياء والناشط السياسي جمال الشوفي، في تصريحه لنورث برس، إلى أن هناك فرضيات متعددة أولها أن هناك تحالف عضوي بين إيران واسرائيل وأمريكا بغية استهداف المنطقة العربية وهذه تبقى فرضية.
ويشير إلى أن هناك “فرضية أخرى تقول إن هناك اتفاق ضمني بين إيران واسرائيل على تقاسم النفوذ في بلاد الشام، وأخرى أن هناك محاولة صراع كبير بين المصالح الإيرانية الإسرائيلية”.
ويذكر: “لكن أود أن أعود للمسألة من خلال حيثيات مهمة جداً إيران تم استخدامها من قبل أمريكا في تهديم العراق، وفي عام 2011 دخلت ميلشيات فاطميون وزينبيون تحت مرأى الولايات المتحدة إلى سوريا”.
ويبين أنه “في عام 2013 و2015 التفاوض الأميركي الإيراني كان واضحاً برعاية روسية حول ملف الكيماوي السوري والملف النووي الإيراني”.
“إيران حليفة المصالح الآنية”
في عام 2015 روسيا استخدمت إيران في هدم البنية السورية والمشروع الوطني السوري “برأي هذه الدلالات تجعلني اطرح تساؤلاً هل إيران فعلاً هي حليف عضوي؟ لا هي ليست كذلك لا لأميركا ولا لروسيا وإنما هي حليف المصالح الآنية وتستثمر في هذ التبدلات الإقليمية لمصلحة المشروع الإيراني الفارسي”، بحسب الشوفي.
ويقول: “لدرجة أنها تستخدم حتى الشيعة والمكونات العربية الشيعية مقابل توسعها الإقليمي وهذا ما حذرت منه الخارجية الأميركية عام 2014 بشكل واضح عن التبدل الجيوبوليتيكي سواءً الروسي أو الإيراني”.
ويذكر الناشط السياسي أنه من “الملاحظ أنه في العام 2017 جرى اتفاق عمان الثلاثي بين أميركا والأردن وروسيا وهو إبعاد إيران عن المنطقة الجنوبية في سوريا، وفي عام 2018 جرى الاتفاق الثلاثي بين أميركا وروسيا وإسرائيل في القدس أيضاً لإبعاد إيران من الجنوب السوري، وهذا ما يفسر المقولة المكررة هل انتهى الدور الإيراني من استخدامه من قبل روسيا وأميركا”.
ويرى الشوفي: “حقيقة أرى أنه تم الدور الإيراني ولكن المفاوضات الإيرانية جارية على أنها باقية على الأرض ومن سيخرجها من الأرض سيدفع الثمن”.
“التفاوض الساكن”
وتابع الشوفي قائلاً: “هو ما يجعلني اسمي هذه الحالة أو المعادلة التفاوض الساكن، ومن ذلك مفاوضة إيران العام الماضي على إطلاق سراح خمس صحفيين أميركيين مقابل الإفراج عن عشرة مليار دولار برعاية قطرية، وهي تفاوض على الملف النووي”.
وكما أنها تفاوض على وجودها في سوريا، وهي “بدأت بالتضحية بأذرعها العسكرية بدءاً من أكتوبر حماس وحالياً قد تضحي بالبقية سواءً كان حزب الله أو الفرقة الرابعة، وأخرجت بعض قادة الميلشيات الإيرانية مقابل الحفاظ على وجودها الجيوسياسي في المنطقة من خلال الكتل البشرية التي كونتها، يحسب الشوفي.
ويشير إلى أن إيران “تحاول أن تقوم بافتعال حرب مفتوحة متعددة المساحات لكن اسرائيل تريدها حرب منتقاة”.
ويذكر الشوفي أن ما حدث في الآونة الأخيرة هي “مسرحية هزيلة، وهي رد إعلامي فقط لغاية أن يقال إن إيران لا زالت قلب المقاومة، لكنها هي صاحبة مشروع توسعي”.
ويقول إن “إسرائيل أرادت حرباً مفتوحة مع إيران لكن أميركا عارضت ذلك لتجنب حرب تهدد أمن الخليج، والأهم بالنسبة لها المعادلات الدولية مقابل روسيا وإعادة ترسيم الشرق الأوسط قادم الأيام”.