غرفة الأخبار – نورث برس
أصبحت الأحداث في غزة محط أضواء وسائل الإعلام الدولية والإقليمية، مما سلب الاهتمام من الأحداث التي كانت لسنوات طويلة على رأس عناوين الأخبار ومنها سوريا.
وكان الملف السوري محور اهتمام العديد من وسائل الإعلام، ولكنها أصبحت ثانوية اليوم، رغم استمرار الصراع فيها، خاصة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل نحو عامين، ليكمل النزاع في غزة قلى الاهتمام به.
تراجع الاهتمام
عندما بدأ النزاع في غزة، عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قلقه من أن تشتت الانتباه نحو الحرب بين إسرائيل وحماس قد ينسي الحرب الروسية – الأوكرانية.
وكانت المخاوف نفسها تشغل المشهد الإعلامي السوري عندما بدأت الحرب في أوروبا، ليسلب الصراع في غزة الانتباه عن البلد الذي دخلت فيه الحرب عامها الرابع عشر.
ويقول صحفي سوري يعمل في قناة إقليمية باللغة العربية، إنه كان ينتج من 8 إلى 10 تقارير شهرياً عن الأوضاع في سوريا، وخاصة في شمالها الشرقي. لكن الاهتمام لم يعد كما كان في السابق، وأصبح ينتج فقط تقريران شهرياً منذ بدء النزاع في غزة.
ويواصل الصحفي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بأن التغطية الإعلامية للميدان السوري أصبحت تقتصر على تبعات الحرب في غزة بسوريا، مثل الهجمات الإسرائيلية على الفصائل الإيرانية، أو استهداف مسؤولين إيرانيين في سوريا، أو الهجمات الإيرانية على القواعد أو القوات الأميركية في شرق البلاد، وكل ذلك يندرج ضمن إطار تغطية الحرب على غزة.
جمود مفروض
وفي المقابل، يعتبر صحفي آخر أن تراجع الاهتمام هو نتيجة طبيعية للجمود العسكري والسياسي في سوريا، حيث باتت جبهات القتال هادئة بشكل عام يتخللها بعض الاختراقات أحياناً، كما أن الحلول السياسية لا تزال بعيدة المنال دون أي مؤشرات على حل وشيك.
لذا، فإن قلة الاهتمام مرتبطة بالجمود الحالي، وإذا تغيرت الأوضاع وعاد الميدان السوري للنشاط، فإن الملف سيعود إلى الواجهة الإعلامية كما كان، وفقاً لرأيه.
ولكن يتخوف الصحفي الذي يعيش في القامشلي أن تشوه قلة التغطية الإعلامية صورة الصراع السوري حيث يمكن أن تظلم السوريين الذين يعانون جراء المخاوف الأمنية والاوضاع الاقتصادية الصعبة.